قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، اليوم السبت، إن مظاهرات “السترات الصفراء” باتت الآن تحت السيطرة.
وبين كاستانير في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة الفرنسية، إدوار فيليب، أن عدد المتظاهرين في فرنسا وصل إلى 125 ألف متظاهر من السترات الصفراء عند الساعة السادسة مساء.
وبلغ عدد الجرحى 118 مصاباً من المتظاهرين، و17 من القوى الأمنية، وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس”.
من جهته قال رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب: إن “رئيس الجمهورية سيتحدث ويقدم اقتراحات تغذي الحوار”.
ويواصل قرابة الألاف من حركة “السترات الصفراء”، اليوم، تظاهراتهم في أنحاء مختلفة من فرنسا، وسط مطالبات باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، وخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
ورفع المتظاهرون شعارات مكتوب عليها “ارحل يا ماكرون”، وذلك احتجاجاً على سياسته الاقتصادية، وفرض مزيد من الضرائب على السلع الأساسية، خاصةً الوقود في بداية العام.
وقال نائب وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز في وقت سابق، إن السلطات اعتقلت 800 شخصاً، ونشرت 89 ألف عنصر أمني في مختلف أنحاء البلاد للتعامل مع التظاهرات، كما أغلقت برج إيفل والمعالم السياحية والمتاجر في باريس لتجنب أعمال النهب.
وانتشر نحو 8 آلاف شرطي في باريس لتجنّب تكرار أحداث الفوضى التي جرت السبت الماضي، عندما أضرم مثيرو الشغب النار في السيارات ونهبوا المحلات التجارية في شارع الشانزليزيه، ورسموا على قوس النصر غرافيتي.
وقمعت الشرطة الفرنسية المتظاهرين من خلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، والرصاص المطاطي، ورش المياه بقوة.
واندلعت الاحتجاجات في نوفمبر بسبب ضرائب الوقود التي شكّلت ضغطاً زائداً على ميزانيات الأُسر، ومنذ ذلك الحين تحوّلت المظاهرات إلى تمرّد واسع.
واضطر ماكرون، الذي تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي؛ إلى القيام بأول تنازل كبير في رئاسته بالتخلي عن ضريبة الوقود.
ورغم هذا التنازل تواصل “السترات الصفراء” المطالبة بتنازلات أكبر من الحكومة؛ ومن ضمن ذلك خفض الضرائب، وزيادة الرواتب، وخفض تكاليف الطاقة، وحتى استقالة ماكرون.
ولم يتحدّث ماكرون علانية منذ أن أدان اضطرابات السبت الماضي، أثناء قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، لكن مكتبه قال إنه سيُلقي كلمة للأمة في مطلع الأسبوع.
وهذه أكبر أزمة تواجه الرئيس الفرنسي منذ انتخابه قبل 18 شهراً، وقد ترك لرئيس الوزراء إدوار فيليب التعامل مع الاضطرابات وتقديم تنازلات.
لكنه يتعرّض لضغوط للتحدث، في حين تحاول إدارته استعادة زمام المبادرة بعد ثلاثة أسابيع من أسوأ اضطرابات في فرنسا، منذ الثورة الطلابية عام 1968.