إعلاميون عرب يستشرفون اضمحلال الصحافة الورقية لحساب الإعلام الإلكتروني

الجريدة نت19 مايو 2017
إعلاميون عرب يستشرفون اضمحلال الصحافة الورقية لحساب الإعلام الإلكتروني

ناقشت قيادات إعلامية عربية من تأثير الانفلات في محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، على المشهد الإعلامي برُمّته، كما شككت في قدرة الإعلام الورقي على الصمود ما لم يُطوّر نفسه باتجاه إعلام متعدد الوسائط.
وأجمع مشاركون في الملتقى الحواري الذي نظمه موقع “إرم نيوز” في العاصمة الأردنية عمّان بالتعاون مع “مركز حماية وحرية الصحفيين”، على أهمية التوجه للإعلام الرقمي كسبيل أساسي يواكب روح العصر ويتماشى والتطورات السريعة الذي يشهدها قطاع الإعلام وسط انكماش الصحافة الورقية.
وبحث الملتقى الدولي بعمان “الإعلام المحترف في زمن وسائل التواصل الاجتماعي”، برعاية وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني محمد المومني والذي أكد حرص حكومته على الاعتناء بمنظومة اتصالية مواكبة لروح العصر ومتتبعة لمستجدات الإعلام وتكنولوجيات الاتصال.
وقال رئيس تحرير “إرم نيوز” تاج الدين عبد الحق، في كلمته بمستهل الندوة إن الملتقى اتخذ طابعاً مهنياً لإتاحة الفرصة لتبادل الآراء مع نخبة مميزة من القيادات الإعلامية حول مستقبل الإعلام المحترف، والتحديات التي تواجهها الساحة الإعلامية العربية، مشيراً إلى أن الملتقى سيكون تقليداً سنوياً لمناقشة هموم المهنة وآفاق التطور فيها.
وأضاف مسؤول موقع “إرم نيوز” العربي، أن اختيار الأردن يعكس البيئة المحفزة التي يتمتع بها الإعلام في هذا البلد الخليجي، مشيرا إلى تجربة الموقع في “إثراء المحتوى الإعلامي وأثره على المتابعين”.
وقال إن عددهم وصل  إلى 180 مليونا، ويعد الموقع 19 عالميا، و16 في الشرق الأوسط، و14 في دولة الإمارات العربية حيث يتخذ منه منطلقا لنشر مواده الإعلامية وإدارة شؤون التحرير المركزي بشبكة واسعة من المراسلين الصحافيين في أنحاء الوطن العربي والعالم وبينها الجزائر حيث يتابع أخبارها بحيادية نادرة في الوطن العربي.
نزوح عن مشاهدة التلفزيون نحو المواقع
أكد رئيس تحرير قناة “العربية” الدكتور نبيل الخطيب، في مداخلة رئيسية بالندوة الدولية حول “الإعلام المحترف في زمن شبكات التواصل الاجتماعي” المنعقدة في الأردن، أن هناك نزوحاً للمشاهد من التلفزيون إلى عالم جديد ومريح مثل وسائل التواصل الاجتماعي، التي جاءت كنعمة للجمهور، وشكلت تحديًا  للفضائيات.
وأشار إلى أن الشكل الجديد للإعلام يتمثل بمن ينتجون المحتوى من الجمهور بغض النظر عن وسيلة النشر، فغرف الأخبار في التلفزيونات والمحطات الفضائية لم تعد كالسابق وتحولت إلى غرف لإعادة إنتاج المحتوى بأشكال متعددة، مبينًا أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت رافداً للإعلام المحترف.
وأضاف أن “الإعلام المحترف لا يموت إنما يتحول إلى شكل جديد، ومن يرفض أن يتعامل مع الواقع الجديد للإعلام يموت”.
وفي توصيفه للمواكبة التي حققتها قناة العربية، قال  الخطيب إن هناك “انحسارًا في المشاهدة، لكن هناك 85 مليون متابع لها على 66 منصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي”.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي سينعكس مستقبلاً على وسائل الإعلام، وأن جمهوراً كبيراً من جيل الشباب هجر مشاهدة التلفزيون وتوجه إلى “السوشال ميديا”، مشيراً إلى أن الإعلام الحكومي لديه فرصة أكثر من أي إعلام آخر لأن لديه مصدر المعلومات والأخبار.
المستقبل لــ”السوشال ميديا”
وعبر رئيس مجلس إدارة صحيفة الرأي اليومية رمضان الرواشدة عن اعتقاده بأن الصحافة المحترفة ستضمحل شيئاً فشيئاً أمام الكم الهائل لوسائل  الإعلام الاجتماعي، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام المختلفة يجب أن تكون متنوعة ورقياً وإلكترونياً ومرئياً.
وأكد بأن إيرادات الصحف المطبوعة من الإعلانات التجارية تراجعت نتيجة توجه المعلنين إلى شبكات “السوشال ميديا”، مطالباً بخلق جيل جديد من الإعلاميين لمواكبة التطور في الواقع الإعلامي من خلال إعادة بناء مناهج تدريس الإعلام في كليات الإعلام لتركز على تدريس تكنولوجيا الاتصالات الحديثة والوسائط المتعددة.
الزوال مصير الورق
من جانبه، أكد ناشر موقع “جو 24” الإلكتروني باسل العكور، أنه “لا يجوز لوسائل الإعلام التقليدية أن تستمر في حالة الإنكار”، مبينًا أن هناك “هجرة طوعية باتجاه التطور وسط القفزة الرقمية الكبيرة، وعلى تلك الوسائل أن تتقدم أو ينتهي وجودها”.
وأكد أن “المواقع الإلكترونية هي من الإعلام الجديد، وليست امتداداً للإعلام القديم”، مضيفًا أن “المواقع الإلكترونية تعتمد كثيرًا على معلومات تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بحيث يتم بناء قصص إخبارية صحفية عليها”.
وأشار إلى أن “التحدي الحقيقي هو تحد تكنولوجي، وحتى تخرج الصحافة التقليدية من عنق الزجاجة يجب أن تتقدم بما يتناسب مع التحول الكبير للإعلام”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.