أكد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، الثلاثاء، على عمق العلاقات بين المكسيك والمغرب، داعيًا إلى الارتقاء بها إلى شراكة متنوعة ومتعددة الأوجه ومستدامة، ترتكز على القيم المشتركة والانشغالات والتحديات التي تواجه البلدين.
وأعرب الطالبي العلمي في كلمة أمام أعضاء مجلس النواب المكسيكي، عن سعادته بزيارة “أرض المكسيك الجميلة”، وعن تقديره لـ”النخب النشطة التي تقود بناءً حضاريًا في مختلف المجالات، في وفاء تام لتاريخ وغِنَى وتنوع هذا البلد العريق، الصديق للمغرب”.
واستعرض العلمي قوة المكسيك ومكانتها الدولية والإقليمية، مشيرا إلى أنها “تجسيد لعمق حضاري، ولعراقة ثقافية، ولتنوع وتثاقف فريد، ولقدرة على التوليف بين حداثة منفتحة ومفتوحة على العصر، وتقاليد متعددة الروافد”، مثمنا تموقع المكسيك ضمن أقوى الاقتصادات الصاعدة في العالم، وتمكنها من تحقيق نسبة عالية في الادماج الاجتماعي.
وأشار العلمي إلى أنه رغم كَوْنُ “المكسيك تقع على الحدود مع أكبر قوة اقتصادية واستراتيجية عالمية جاذبة، الولايات المتحدة الأمريكية، وكون المغرب البلد الأقرب جغرافيا واقتصاديا إلى الاتحاد الأوروبي، إذ لا يفصل بلادنا عن إسبانيا سوى 14 كلم عبر مضيق جبل الطارق، يجعل منهما بَلَدَينِ مُطَالَبَينِ بتدبير الهجرة الوافدة، إذ يفخران باعتمادا سياسات في مجال الهجرة، إنسانية، متضامنة، دامجة، ومراعية للسياقات ولظروف الناس”.
كما أكد على أهمية الإرث الثقافي الإيبيري – المتوسطي الذي يجمعهما، وعلى الموقعين البحريين الاستراتيجيين للبلدين، مما يجعلهما قاعدة مبادلات وحلقات وصل بين كبريات الاقتصادات العالمية، وبين قارتين واعدتين، داعيا إلى استثمار هذه العوامل لمواجهة التحديات المشتركة والارتقاء بالتعاون والعلاقات السياسية.
ودعا العلمي إلى مواصلة العمل سَوِيًّا من أجل علاقات دولية عادلة أساسُها احترام القانون الدولي، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، واستتباب السلم والأمن في العالم، خاصة من خلال احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية.
وختم العلمي كلمته بالتأكيد على أن ما يجمع المكسيك والمغرب مع قوى اقتصادية كبرى، من اتفاقيات للتجارة الحرة، وهي عديدة، يعد رافعة أخرى لتعاون أوثَقَ بين بلدينا.
الطالبي العلمي يدعو إلى شراكة متينة بين المكسيك والمغرب
