ذكرى الثورة
وأضافا أن اندلاع الاحتجاجات لم يكن من قبيل المصادفة أنها جاءت في الذكرى السابعة للإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، وأن الانتفاضة التونسية غالباً ما تقدم على أنها استثناء في المنطقة ولم تنحدر إلى النوع نفسه من العنف والفوضى التي شوهدت في البلدان المجاورة.
سبب موجة القمع
ومع ذلك، أكد الناشطان أن تونس ليست استثناء لأن النظام القديم لا يزال متجذراً، وما وصف بأنه كان “تحولاً ديمقراطياً سلمياً” هو في الواقع يهدف إلى سحق الروح الثورية للشعب وتنفيذ المزيد من السياسات الاقتصادية الكارثية التي أدت بهم إلى الثورة في المقام الأول. وهذا هو سبب موجة القمع والملاحقة الحالية. ولفتا إلى أن الشعب التونسي يعرف أن الديمقراطية الحقيقية غير ممكنة دون العدالة الاجتماعية والسيادة الشعبية، وهو يشعر بأن تلك الأشياء تنزلق عبر أصابعهم. وهم يرون أن الدولة تعمل على تثبيت الوضع الراهن وعدم تسييس المجتمع والإبقاء على تبعية تونس للمصالح الأجنبية ووضع العراقيل أمام المطالب الراديكالية لعام 2011.
التونسيون لم يستسلموا
إلى ذلك، يقول الكاتبان إن هذه الاحتجاجات تظهر أن الشعب التونسي لم يستسلم، وأن الروح الثورية رغم ضعفها لا تزال متقدة عبر تنظيمات ثورية جديدة وتجمعات ذاتية التنظيم، وجمعيات الشباب وحقوق المرأة ونقابات العمال والخريجين العاطلين عن العمل والفلاحين والمجتمعات المهمشة البعيدة عن مناطق الجذب السياحي المزدحمة.
وختمت الصحيفة أن تونس لا تزال مرجعاً لمقاومة النيوليبرالية والهجمات الاستعمارية الجديدة على سيادتها، ورغم حملة القمع التي تقوم بها الدولة فإن حركة الشباب “ما الذي ننتظره” وغيرها عازمة على مواصلة المقاومة حتى إسقاط الميزانية. والشوارع تنبض مرة أخرى وتتوق إلى تغيير جذري.