احتجاجات تونس مستمرة حتى.. إسقاط الموازنة

الجريدة نت24 يناير 2018
احتجاجات تونس مستمرة حتى.. إسقاط الموازنة

كتب الناشطان الجزائريان غسان بن خليفة وحمزة حموشين عن الاضطرابات التي تجتاح تونس منذ فترة، معتبرين أنها مؤشر أن الثورة مستمرة، وأن الشباب التونسي يعلمون أن عام 2011 لم يغير شيئاَ، ومتسائلين عما إذا كان النظام القديم الذي أتى إلى السلطة، قادراً على الصمود هذه المرة.

وهناك حملة اعتقالات نفذتها الشرطة ضد الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد مؤخرا واعتقل فيها المئات وقتل فيها أحد الأشخاص، على خلفية الحركة الشعبية التي انطلقت بسبب ميزانية الحكومة لعام 2018 التي شملت جولة جديدة من تدابير التقشف ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الأغذية الأساسية والوقود والطاقة وتقويض المزيد من الخدمات العامة الهامة مثل الرعاية الصحية والتعليم. وقالا إن كل هذا سيشكل عبئاً إضافياً على كاهل الشعب المهمش والفقير.

مؤسسات مالية دولية

ويرى الكاتبان أن الحكومة لا تتصرف بمفردها، وأن هذه التدابير تفرض عليها من المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي، الذي وافق على تقديم قرض بقيمة ثلاثة مليارات دولار إلى تونس عام 2017 بناء على هذه الشروط تحديداً. واعتبرا ذلك بمثابة “أجندة نيوليبرالية” تدعمها الشركات المتعددة الجنسيات ووكالات التنمية والمنظمات غير الحكومية الرئيسية.

ذكرى الثورة
وأضافا أن اندلاع الاحتجاجات لم يكن من قبيل المصادفة أنها جاءت في الذكرى السابعة للإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، وأن الانتفاضة التونسية غالباً ما تقدم على أنها استثناء في المنطقة ولم تنحدر إلى النوع نفسه من العنف والفوضى التي شوهدت في البلدان المجاورة.

سبب موجة القمع
ومع ذلك، أكد الناشطان أن تونس ليست استثناء لأن النظام القديم لا يزال متجذراً، وما وصف بأنه كان “تحولاً ديمقراطياً سلمياً” هو في الواقع يهدف إلى سحق الروح الثورية للشعب وتنفيذ المزيد من السياسات الاقتصادية الكارثية التي أدت بهم إلى الثورة في المقام الأول. وهذا هو سبب موجة القمع والملاحقة الحالية. ولفتا إلى أن الشعب التونسي يعرف أن الديمقراطية الحقيقية غير ممكنة دون العدالة الاجتماعية والسيادة الشعبية، وهو يشعر بأن تلك الأشياء تنزلق عبر أصابعهم. وهم يرون أن الدولة تعمل على تثبيت الوضع الراهن وعدم تسييس المجتمع والإبقاء على تبعية تونس للمصالح الأجنبية ووضع العراقيل أمام المطالب الراديكالية لعام 2011.

التونسيون لم يستسلموا
إلى ذلك، يقول الكاتبان إن هذه الاحتجاجات تظهر أن الشعب التونسي لم يستسلم، وأن الروح الثورية رغم ضعفها لا تزال متقدة عبر تنظيمات ثورية جديدة وتجمعات ذاتية التنظيم، وجمعيات الشباب وحقوق المرأة ونقابات العمال والخريجين العاطلين عن العمل والفلاحين والمجتمعات المهمشة البعيدة عن مناطق الجذب السياحي المزدحمة.

وختمت الصحيفة أن تونس لا تزال مرجعاً لمقاومة النيوليبرالية والهجمات الاستعمارية الجديدة على سيادتها، ورغم حملة القمع التي تقوم بها الدولة فإن حركة الشباب “ما الذي ننتظره” وغيرها عازمة على مواصلة المقاومة حتى إسقاط الميزانية. والشوارع تنبض مرة أخرى وتتوق إلى تغيير جذري.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.