الهلال الشيعي
وينوه لوكي إلى تصريحات تيلرسون والتي مفادها أن وضع إيران في سوريا يجعلها قادرة على مهاجمة مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة؛ وبخاصة في ظل تطلعات إيران إلى الهلال الشيعي أو الممر البري الذي يربط بين إيران وحزب الله في لبنان من خلال سوريا، من أجل توفير الدعم والسلاح للجماعات الإرهابية، ومن ثم فإن النتائج النهائية المرجوه للولايات المتحدة تتضمن تقويض النفوذ الإيراني في سوريا وتبديد الأحلام الإيرانية لإقامة هذا الممر الشمالي، فضلاً عن تأمين جيران سوريا من كل التهديدات الكامنة في سوريا.
ويقول لوكي: “رغم أن هذه الإستراتيجية الجديدة لا تنطوي على قتال صريح بين الولايات المتحدة وإيران، فإنها تضع القوات العسكرية الأمريكية الموجودة في سوريا والبالغ عددها قرابة 2000 جندي في منافسة استراتيجية مباشرة مع القوات الإيرانية التي يُقدر عددها بحوالي 70 ألف جندي”.
الأرقام الخادعة
وحتى مع الفارق الهائل في الأعداد بين القوات الإيرانية والأمريكية، فإن القوات الإيرانية ووكلائها، حسب طوني بدران الخبير السوري بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ضعيفة ومكشوفة ولاشك في أنها ستنهزم بشدة إذا دخلت في مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية، وأثبتت بالفعل المناوشات بين الجانبين التفوق الحاسم للقوات الأمريكية سواءً في القوة الجوية أو الحروب القتالية.
ويرى بدران أن الولايات المتحدة ستشكل قوات عربية محلية للتصدي لمساعى إيران لإقامة الجسر البري إلى حزب الله في لبنان، إلى جانب العمل مع الحلفاء في المنطقة وخاصة إسرائيل التي تشن الضربات الجوية كلما استشعرت باقتراب إيران من لبنان حيث يتعهد حزب الله بشن حرب ضد إسرائيل.
وعلاوة على ذلك تتفوق القوات الأمريكية بشكل هائل على القوات الإيرانية، حيث أن لدى الولايات المتحدة القدرة على استدعاء قواتها البحرية وحاملات الطائرات واستخدام القواعد الجوية القريبة وصواريخ كروز والمدفعية.
ويشير التقرير إلى أن إيران على الأرجح ستتجنب التدخل العسكري المباشر أو شن هجوم واسع النطاق ضد القوات الأمريكية في سوريا، لأنها تدرك جيداً العواقب الوخيمة لهذا الأمر، وبدلاً من ذلك ستستمر إيران في دعم أعداء الولايات المتحدة وممارسة لعبة تصعيد طويلة الأمد مع الولايات المتحدة على أمل أن تنهار واشنطن قبلها.
عزلة اقتصادية وسياسية
ويوضح التقرير أن الإستراتيجية الأمريكية إزاء سوريا تستهدف أيضاً عزل نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالتعامل مع سوريا مثل كوريا الشمالية، ما يعني فرض عزلة اقتصادية وسياسية، وسوف تضغط الولايات المتحدة على الحلفاء لمنع الأعمال التجارية مع نظام الأسد، وتوفير الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، لإضعاف الحكومة السورية حليفة إيران، وربما يسفر ذلك عن إفساح المجال لظهور حكومة أخرى في المستقبل غير موالية لإيران، من شأنها عرقلة مساعي طهران لإقامة الممر البري لحزب الله في لبنان.
كبح جماح النفوذ الإيراني
وحسب تقرير بيزنس إنسايدر، تواجه طهران العديد من الإشكاليات المثيرة للقلق، وأبرزها الاحتجاجات التي انتشرت في كل أنحاء البلاد بسبب عدم المساواة والثروات الإيرانية الطائلة التي تُنفق على التدخلات العسكرية في الخارج، وعلاوة على ذلك فإنه من المتوقع أن يقاوم السوريون المحليون، الوجود الإيراني في سوريا.
ورغم الاختلافات والصدامات بين الولايات المتحدة وتركيا حول رؤيتيهما لسوريا، يعتقد جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في تركيا والخبير بمعهد واشنطن، أن واشنطن وأنقرة تتوافقان في نهاية المطاف على الأهداف العريضة.
ويقول جيفري: “في الوقت الراهن، قرابة 40% من سوريا واقعة تحت سيطرة الولايات المتحدة أو تركيا، وحتى مع غياب التنسيق الجيد بين الولايات المتحدة وتركيا، فإن كلا منهما يستهدفان الانتقال إلى نظام لا يكرر ما فعله الرئيس السوري بشار الأسد، كما أن تركيا ترغب أيضاً في تقليص دور إيران في سوريا وكبح جماح نفوذها في المنطقة”.
ويختتم التقرير بتأكيد قدرة الولايات المتحدة الفائقة على تدمير القوات الإيرانية في سوريا بسهولة، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في تحديد من سيتولى السيطرة على جنوب سوريا في المستقبل.