أثار ظهور أميرة سعودية على غلاف مجلة “فوج أرابيا” للموضة في إصدارها الخاص بشهر يونيو وهي تجلس على مقعد السائق داخل سيارة حمراء مكشوفة، موجة من الانتقادات في أعقاب سلسلة الاعتقالات التي طالت ناشطات حقوقيات في السعودية في الآونة الأخيرة.
هكذا استهلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية تقريرا سلطت فيه الضوء على ظهور الأميرة هيفاء بن عبد الله آل سعود، ابنة العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، على غلاف لمجلة “فوج أرابيا” وهي تجلس على مقعد السائق في سيارة حمراء مكشوفة. وذكر التقرير أن صورة الغلاف تمثل على ما يبدو انتهاء حظر القيادة على المرأة في المملكة العربية السعودية.
إصدار يونيو يحتفل بـ”النساء الرائدات في المملكة العربية السعودية” وانهاء حظر قيادة النساء للسيارات، مقتبسا على لسان الأميرة قولها: “في دولتنا، هناك عدد من المحافظين الذين يخشون التغيير، وبالنسبة للعديد منهم هذا ما طالما عرفوه، شخصيا، أنا أدعم هذه التغيرات بحماس كبير.”
ومع ذلك اتهم نقاد صور الغلاف بأنها “متناقضة” تماما ما يحدث على أرض الواقع، مشيرين إلى اعتقال 11 ناشطا حقوقيا على الأقل في المملكة منذ الـ 15 من مايو الفائت، معظمهم سيدات طالما حاربن من أجل الدفاع عن حقوق المرأة.
ووفقا للناطق باسم أمن الدولة السعودي، تم توقيف السيدات بعد اتهامهم بالرغبة في “زعزعة استقرار المملكة، وانتهاك بنيتها الاجتماعية، والإضرار بالوحدة الوطنية.”
وطالب نشطاء على موقع التدوينات المصغرة “تويتر” بإطلاق سراح المعتقلات، فيما أدانوا “فوج آرابيا” بسبب نقص الوعي لديها.
وسخر مستخدم على “تويتر” بقوله:” هيا نضع أميرة لم تكافح قط من أجل رفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة على غلاف المجلة.”
وأضاف:” أميرة فرضت أسرتها حظرا على قيادة المرأة للسيارة، ووضعت أعدادا كبيرة من النساء في السجون بسبب قيادة السيارة، وفرضت قيودا على حقوق النساء البارزات ممن يخاطرن بحياتهن وحريتهم لرفع هذا الحظر.”
كانت الحملة الاعتقالات الشعواء التي طالت مجموعة من المدافعات عن حقوق الإنسان بالمملكة هي العلامة الأحدث على أن الإصلاحات الاجتماعية التي شهدها البلد العربي الغني بالنفط في الآونة الأخيرة ليست واسعة النطاق على النحو المرجو.
وشملت قائمة المعتقلات لجين الهذلول وإيمان النفجان وعزيزة آل يوسف وحصة آل شيخ وعائشة المانع ومديحة العجروش وولاء آل شبار، واللائي تم اقتيادهن جميعا من منازلهن مساء الجمعة الماضية، بحسب ما أشارت إليه تقارير.
كما اعتقلت السلطات السعودية أيضا اثنين من الحقوقيين وهما إبراهيم المديميغ ومحمد الربيع بتهم الاشتراك في أنشطة ” تتعدى على الثوابت الدينية والوطنية،” بحسب بيان حكومي.
وواجه المعتقلون جميعهم تهم “الاتصال المشبوه مع كيانات أجنبية لدعم أنشطتهم، وتجنيد بعض الأشخاص الذين يشغلون مناصب حكومية حساسة، وتقديم الدعم المالي لعناصر معادية خارج البلاد،” بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية نقلا الناطق باسم أمن الدولة في المملكة.
وشارك كل المعتقلين بشكل أو بأخر في حملة تستهدف إنهاء الحظر المفروض من فترة طويلة في السعودية على قيادة المرأة للسيارة- وهو القانون الذي دفع ولي العهدالأمير محمد بن سلمان إلى إلغائه بدء من الشهر المقبل.
وجاءت تلك الاعتقالات التي تمثل ضربة موجعة لمجتمع الناشطين الصغير في المملكة، مسبوقة بسلسلة من الإدانات القوية في وسائل الإعلام شبه الرسمية وكذا مواقع التواصل الاجتماعي التي صبت غضبها على المعتقلين.
ووصفت وسائل إعلام تدعمها الدولة المحتجزين بـ “الخونة” و”عملاء السفارات” مما أثار حفيظة دبلوماسيين في السعودية قالوا “إن حكوماتهم ستناقش هذا الأمر في جلسات خاصة مع السلطات السعودية”.