واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسجيل رقيم قياسي في الكذب، وحتى السابع من يونيو الجاري، وهو يومه الـ869 في منصبه، قدم 10.796 ادعاء كاذباً أو مضللاً وفقاً لقاعدة بيانات “مدقق الحقائق” التابعة لصحيفة “واشطن بوست” التي تحلل وتصنف وتتبع كل عبارة مشبوهة أصدرها الرئيس.
وتخطى ترامب عتبة 10 آلاف كذبة في 26 أبريل الماضي أي بمعدل 16 كذبة في اليوم، منذ بداية رئاسته في يناير 2017.
تمثل المزاعم الكاذبة أو المضللة حول التجارة والتحقيق في التدخل الروسي في الحملة الرئاسية لعام 2016 نحو 10% من مجموع كذباته، و5% منها عن الهجرة وجداره الموعود على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك الذي رفض الكونغرس بناءه.
وتعتبر مقابلة الرئيس مع قناة “فوكس نيوز”، خلال احتفالات يوم النصر في 6 يونيو الجاري، رمزاً ودليلاً كبيراً على كذبه وتضليله.
وفيما يلي أبرز كذباته وضحدها وفق ما رصدت “واشنطن بوست”.
“المكسيك ترسل ما قيمته 500 مليار دولار من المخدرات ويقتلون 100 ألف شخص، ويدمرون مليون أسرة كل عام. إذا نظرت إلى ذلك فهذا حقاً غزو دون أسلحة”.
هذا تقدير معيب وفق الصحيفة، فقد قدّر مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض في تقرير عام 2017 أن “التكلفة الاقتصادية لأزمة المواد الأفيونية 504 مليار دولار في عام 2015، ليست بالكامل نتيجة تهريب المخدرات بل الأدوية أيضاً كمسكنات الأمراض والوقاية منها، والتي تصل إلى 35%”.
“أود أن أقول إن ألمانيا لم تعمل الكثير حيث تدفع 1% لحلف الناتو، وينبغي أن تدفع أكثر من ذلك بكثير، نحن نحمي ألمانيا ومن ثم ألمانيا تستفيد منا في التجارة”.
تقول الصحيفة: “ترامب لم يقل الحقيقة؛ فهناك نوعان من التمويل لحلف الناتو: التمويل المباشر والتمويل غير المباشر. يعتمد التمويل المباشر للعمليات المتعلقة بالجيش والصيانة ونشاط المقر على الدخل القومي الإجمالي، وتدفع الولايات المتحدة الحصة الكبرى نحو 22%، وتأتي ألمانيا في المرتبة الثانية بنحو 15٪. ويشير التمويل غير المباشر إلى مقدار الإنفاق الدفاعي للبلد كنسبة مئوية من إجمالي الناتج المحلي، وقد حدد أعضاء الناتو نسبة 2% بدل 1% السائدة حالياً بحلول العام 2022”.
“ما لا يعرفه أن المحقق الخاص روبرت مولر (المسؤول عن التحقيقات في التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية)، أنه قام بتعديل تقريره لأنه كان خاطئاً”.
لكن هذا غير صحيح، فمولر لم يصحح أي جزء من تقريره.
“لقد أخذنا عشرات المليارات الدولارات من الصين، اليوم لدينا 3.2% نمو في الربع الأول من الناتج المحلي، بعد أن كان لدينا سابقاً 1% أو أقل، وأنت تعرف لماذا؛ لأن الكثير من المال لم يأت من الصين، لم نكن نأخذ أي أموال منهم”.
لكن في الواقع يجمع الخبراء الاقتصاديون أن الحروب التجارية التي قام بها ترامب ساعدت على إبطاء النمو الاقتصادي وليس تعزيزه، وليست الصين هي التي تدفع الرسوم الجمركية بل المستوردون الأمريكيون، ومن ثم باتت البضائع تصل للمستهلك المحلي بسعر أعلى.