توفي الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، صباح اليوم وذلك عن 86 عاماً، تاركا وراءه إرثاً سياسياً كبيراً.
«شيراك» تولى رئاسة فرنسا خلال ولايتين امتدتا من 1995 إلى 2007، وذلك في فترة عصيبة من تاريخ البلاد وصفت بأنها «استثنائية»، وفقاً لـ«بي. بي. سي»، فالرجل أول رئيس فرنسي خضع للمحاكمة منذ الحرب العالمية الثانية، إذ أدين عام 2011 بتبديد المال العام، وحكم عليه بالسجن عامين مع وقف التنفيذ.
وقد ولد الرئيس الأسبق عام 1932، وتخرج «شيراك» في مدارس ليسيه كارنو، ولويس لو جران في باريس، وحصل على دبلوم من معهد الدراسات السياسية في باريس، وآخر من «السمرسكول» في جامعة هارڤرد في الولايات المتحدة وخدم في الجيش الفرنسي في الحرب التي دارت بين الجيش الفرنسي والمقاتلين الجزائريين عام 1954.
وكان معجبا بالجنرال شارل ديجول الذي ألهمه الدخول الحياة العامة، كما تلقى تعليمه في المدرسة الوطنية للإدارة التي كانت مدرسة بارزة في فرنسا، وكان يفكر في اعتناق الفكر الشيوعي والفكر السلمي المناهض للحروب.
وفي الستينيات، أصبح شيراك مساعدا لرئيس الوزراء جورج بومبيدو، الذي وضعه على طريق المناصب السياسية العليا وعينه وزيرا بلا حقيبة عام 1967، وتولى رئاسة الوزراء عام 1974، وهو المنصب الذي شغله على مدى عامين قبل أن يستقيل.
وفي عام 1976 أسس شيراك حزبه الخاص، وهو حزب التجمع من أجل الجمهورية، الذي انضم إلى أحزاب أخرى ليشكل حزب الاتحاد لحركة شعبية.
وفي عام 1995 مع احتضار ميتران، فاز شيراك بالرئاسة، بعد أن ترشح في الانتخابات الرئاسية في عامي 1981 و1988 وخسر في الحالتين.
شيراك حظي بتأييد شعبي واسع بعد أن أعرب عن معارضته الشديدة للغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، حيث قال وقتها: «بالنسبة لنا تعد الحرب دائما دليلا على الفشل وأسوأ الحلول، ولذا يجب بذل الجهود لتجنبها»، الأمر الذي عكر صفو العلاقات بين باريس وواشنطن، وتقول الوكالة الفرنسية عنه إنه تمتع بصورة إيجابية في العالم العربي نظرا لمواقفه الشجاعة حيال قضايا الشرق الأوسط.
تقول «بي. بي. سي»، في تقرير لها عنه إن واحدة من إصلاحاته الرئاسية هو تقليص الفترة الرئاسية من سبعة إلى خمسة أعوام، حتى تكون مساوية لفترة البرلمان، على الرغم من أن ذلك كان يعني فترة رئاسية ثانية أقل طولا بالنسبة له.
وفي 2008 قام «شيراك» بتأسيس «مؤسسة شيراك من أجل التنمية المستدامة والحوار الثقافى»، وكان قد اتهم ورئيس وزرائه دومينيك دوفيلبان بتلقي مبالغ مالية بلغت قيمتها 20 مليون دولار أمريكي أُرسلت إليهما في حقائب من قبل قادة وزعماء أفارقة بين 1995 و2005.
ويعد جاك شيراك صديقا للمغرب ، حيث قضى رفقة عقيلته بيرناديت قسطا كبيرا من السنوات الأخيرة بمنطقة تارودانت، التي تربطه بها علاقة وطيدة ، حيث يقوم سنويا، رفقة زوجته، بزيارة خاصة للمنطقة وخاصة في ذكرى أعياد الميلاد، إذ يحضر القداس الديني داخل الكنيسة الكاثوليكية في حي «أقنيس» في تارودانت.