يعد معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (سي إي أس) الذي يقام سنويا في لاس فيغاس بالولايات المتحدة الأكبر في مجاله عالميا، وتتسابق كبرى شركات التقنية على حجز مكان فيه، لكن آبل -التي تعد الأكبر بين هؤلاء الضيوف- تقاطع هذا المعرض لعقود، وكان آخر ظهور لها قبل 28 عاما قبل أن تفاجئ الجميع بالمشاركة بمعرض هذا العام، فماذا عرضت؟
الغريب أن آبل لم تشارك في معرض سي إي أس 2020 بمنتج معين مثل معظم الشركات، وإنما اكتفت بإرسال كبيرة مديريها في مجال الخصوصية العالمية جاين هورفاث، لتشارك في ندوة على هامش المعرض تناقش خصوصية المستهلك.
وأصبح اللعب على وتر الخصوصية واحدا من إستراتيجيات التسويق الرئيسية للشركة، والسر هو أنه في حقبة ما بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا التي كشفت سباق التسلح للحصول على بيانات المستهلكين، فإن آبل وحدها -ليست غوغل ولا أمازون ولا فيسبوك- هي التي يمكن الوثوق بها في ما يتعلق بالمعلومات الشخصية.
وتأتي أعمال آبل من الأجهزة والبرامج (وربما الآن من الترفيه) وليس من الاتجار ببيانات المستخدم، وكان الرئيس التنفيذي تيم كوك صريحا بشأن هذا الموضوع، وقدمت شركته مزايا خصوصية جديدة وتغلبت على منافساتها.
وقد مر الاجتماع بسلام رغم توقعات بحدوث جدال بين الثلاثي (آبل وفيسبوك ولجنة التجارة الاتحادية الأميركية) بالندوة التي شملتهم، ورغم أن من أدارها بذل قصارى جهده لإثارة الصراع بين المشاركات وجميعهن نساء وهن: إيرين إيغان (فيسبوك) وريبيكا سلوتر من لجنة التجارة الأميركية، وسوزان شوك مسؤولة الخصوصية العالمية بشركة بروكتر آند غامبل.