ما تزال الحرائق تلتهم مساحات شاسعة من الأراضي في أستراليا، منذ بداية موسم الحرائق، في سبتمبر الماضي؛ لتتسبب في أزمة بيئية كارثية، خاصة بعد نفوق ما يقرب من 500 مليون حيوان، من بينها حيوانات الكوالا والكنغر التي تشتهر بها أستراليا.
ومع ارتفاع درجات الحرار وزيادة سرعة الرياح وعدم قدرة السلطات على وقف انتشار الحرائق، لا يبدو أن الأزمة ستنتهي قريباً، حتى مع استدعاء 3 آلاف جندى للمساعدة على التعامل مع الحرائق المستعرة.
وأودت الحرائق حتى اليوم بحياة 23 شخصاً، وتسببت في فقدان العديد من الأشخاص وإصابتهم. ودمرت أكثر من 1500 منزل، فضلاً عن أنها ألحقت ضرراً بالغاً بالحياة البرية، ومحمية فليندرز تشيز بالكامل تقريباً في جزيرة الكنغر، التي تضم هذا الحيوان وحيوان الكوالا، وتضرر 480 مليوناً من الثدييات والطيور والزواحف، وفقاً للتقديرات الأخيرة المنشورة في صحيفة “غارديان” البريطانية.
وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، السبت 4 يناير، أن حكومته استدعت 3 آلاف جندي في الاحتياط للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات التي تلتهم أنحاء واسعة من القارة، في تعبئة غير مسبوقة في تاريخ البلاد.
وقال موريسون، وفقاً لقناة “الحرة” الأمريكية: “إن هذا القرار يسمح بوجود مزيد من الرجال على الأرض، ومزيد من الطائرات في السماء، ومزيد من السفن في البحر”، مضيفاً أن الحكومة كلفت جنرالاً لمهمة الإشراف على التدخل العسكري في جهود مكافحة الحرائق التي ستسهم فيها أيضاً حاملة مروحيات.
وكانت مقاطع الفيديو التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، التي ظهر فيها عدد من الحيوانات الهاربة مثل الكوالا والكنغر وهي تقفز هاربة من النيران.
وقال علماء البيئة في سيدني في بيان صدر أخيراً: “العديد من الحيوانات المتأثرة على الأرجح أن تُقتل مباشرة بالنيران، في حين أن غيرها قد ينفق لاحقاً بسبب نفاد مواد الغذاء والمأوى، ونتيجة لافتراس القطط البرية والثعالب الحمراء”.
وفي سياق متصل حذر العلماء من أزمة إنسانية كبيرة تلوح في الأفق مع ارتفاع أعمدة الدخان وامتدادها على مسافة 5.5 مليون كيلومتر مربع؛ ما يفوق مساحة أوروبا، وهذه كانت تنجرف باتجاه نيوزيلندا، حيث أفيد عن تلطيخ الأنهر الجلدية البيضاء بالدخان والسخام؛ مما يهدد أيضاً بسرعة ذوبانها، وفقاً لموقع “كابتن-بلانت”.
وتعاني أستراليا من موسم حريق مدمر من المتوقع أن يزداد سوءاً مع استمرار أشهر الصيف.