* نحن العرب أسعد شعب في العالم . إننا لا نعرف الحروب ، والقتل ، والدمار ، والفقر ، والمآسي المنتشرة في كل مكان حول وطننا ومناطق أخرى من دول العالم . نحن أمة مطمئنة هانئة ، تعيش في وطن آمن مستقر لا حدود بين أقطاره ، ومفتوح لكل الناس ، وخاصة للعربي الذي يمكنه تناول طعام الافطارفي عمان ، ثم يركب سيارته ويتغدى في بغداد ، ويتعشى في الرياض ، ويستمتع بجمال الطرق والمناظر الخلابة ، وطيبة وأخلاق دوريات رجال الأمن إن رآها صدفة في طريقه . هذا ليس غريبا علينا فنحن أمة ذكية متحضرة تعيش في وطن معطاء لنا وحتى ..للكفار .. إننا في غاية السعاده ولا ينقصنا شيئا ينغص علينا حياتنا سوى الموت السريع والانتقال إلى عالم الخلود . ولهذا فإننا قبل أن نودع عالم الحياة الزائل ، نريد أن نبدع في استمتاعنا وسرورنا وهذا حق علينا ولنا ، ولا ينتقده سوى … حسادنا ، والحاقدين علينا وعلى إنجازاتنا العظيمة من صهاينة وكفار …
* لقد أوجدنا حلولا لكل مشاكلنا ، وأصبحت أوطاننا مثالا يحتذى به إلى درجة أن السويديين ، والدنمركيين ، والكنديين ، والسويسريين وغيرهم من أبناء الشعوب المتخلفة الفقيرة يستفيدون من أفكارنا ومن تجربتنا في بناء الانسان والأوطان . في أوطاننا لا تجد إلا العدل والمساواة ، والنظافة ، والنظام ، والشوارع الأنيقة ، والناس المهذبة الفرحة السعيدة المبتسمة في كل مكان ، والمساجد والكنائس البديعة ، والبيوت الحديثة ، وأحدث الجامعات والمدارس والمستشفيات . العناية الصحية الفائقة الحداثة والتقدم والمجانية متوفرة للجميع ، وإذا جرح الواحد منا في مطبخ بيته جرحا بسيطا ، وطلب سيارة إسعاف ، … فإنها ستكون عنده في دقيقتين … ، ويكون في المستشفى خلال مدة لا تتجاوز … الخمس دقائق… ، لأنه يوجد في كل حي مشفى مبني على أحدث طراز ومزود بأحدث تقنية لخدمة المواطنين وغيرهم من المقيمين .
* إننا شعب نعشق الرفاهية ونصرف ببذخ ، ونموت شوقا وعشقا للرياضة وذلك لما فيها من فائدة لنا وللعالم أجمع . الحقيقة إن شعبنا السعيد بعد أن حقق كل هذه الانجازات ، وإطمأن على مستقبله ، لا يضيع مبارات كرة قدم إلا وحضرها متلفزة أو في مكان حدوثها حتى لوكانت في أستراليا ، أو اليابان ، أو المكسيك . ملايين الناس يبقون في بيوتهم أمام أجهزة التلفزة ، أو يقودون سياراتهم ويسافرون في الباصات والقطارات والطائرات ، ويدفعون الملايين من الدولارات لحضور المباريات . وعندما تكون المباريات على كأس مهم تمتلىء المقاهي والملاعب بالناس ، وتختفي السيارات من الشوارع ، ونملأ الدنيا صراخا مؤدبا في تشجيع فريقنا ، وبعد المباراة نتفرق بهدوء وود ونظام .
* وللمحافظة على هذه التصرفات الرياضية الحضارية ، وعلى كرامتنا ، وسمعتنا الطيبة ، وتراث الآباء والأجداد ،…إتفق حكماؤنا وقادتنا … ” أولياء أمورنا حفظهم الله ورعاهم ” على حل المشكلة بتقسيم الشعب العربي إلى شعبين : شعب رويال مدريد وشعب برشلونة . لقد كان هذا القرار قرارا عظيما وحكيما ودليلا على بعد نظر ، ونجح نجاحا باهرا . شعبنا العريق … الواعي … حريص كل الحرص على إنجاح كل ما فيه الخير له وللأمتين العربيتين … الرويال مدريدية والبرشلونية … وشعوب العالم أجمع . المجد والخلود … لشعبي رويال مدريد وبرشلونة …. والموت والعار لمن لا يؤيد أحدهما ولا ينتمي إليها ، …. عاشت القدس وفلسطين المحررة عربية إسلامية حرة أبية ، وتحيا الوحدة العربية ، وعقبال الوحدة الاسلامية …تكبير …
* إنه لشيء مؤسف حقا أن نرى الأمة بهذا الوضع المتردي ، وننشغل في مباريات كرة القدم المحلية والدولية ، وإن عشرات الملايين منا تحرص على متابعتها ، وتدفع مبالغ كبيرة وتطير بالساعات إلى قارات الأرض لمشاهدتها ، ولا ترى جراحنا وآلامنا ودمارنا . كيف يمكن لنا أن نفسر أن ملايين العرب يحضرون مباراة محلية أو يشاهدونها متلفزة … وعشرات منهم … يحضرون جنازة شهيد من شهدائنا أو علما من أعلامنا الدينية أو الفكرية… !
* حتى نوادينا الرياضية حولناها إلى نوادي قبلية وعنصرية وطائفية ، تقوي الاقليمية ، وتعمق الشقاق والاقتتال بيننا . وأنا أسأل كم عدد الذين خرجوا إلى الشوارع ضد طغاتنا ومحتلينا وقاتلينا خلال الثلاثين سنة الماضية ؟ وهل رويال مدريد وبرشلونة ومبارياتهما أهم من تهويد القدس وأهم من أوطاننا التي تنتحر من المحيط إلى الخليج ؟ لو أن ربع عدد العرب الذين يحضرون مباريات رويال مدريد وبرشلونة وغيرها يتصدون لأعدائنا وظالمينا ، لكانت إسرائيل غير موجودة ، ولكان حكامنا الطغاة قد أرغموا على مغادرة الوجود منذ زمن طويل ، ولكان وضعنا أفضل ألف مرة مما هو عليه الآن .