رمضان برفقة كورونا.. الإفطار الجماعي باستعمال التكنولوجيا الحديثة

الجريدة نت20 أبريل 2020
رمضان برفقة كورونا.. الإفطار الجماعي باستعمال التكنولوجيا الحديثة

اقترب شهر رمضان المبارك الذي ينتظره المسلمون في أنحاء العالم من عام إلى آخر؛ لما يحمل من عادات تعبدية خاصة وطقوس ملازمة له تتقدمها أطعمة وأشربة تُعد في أيامه فقط.
وبعد أيام قليلة يبدأ الناس صيامهم في ظروف مختلفة عما سبقها؛ في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بعموم أنحاء العالم، مانعاً المسلمين من الخروج من منازلهم في شهر يتوزعون به عادة في المساجد والأسواق والمقاهي والحدائق، وحارماً إياهم من الإفطارات الجماعية في البلدان التي تفرض حظراً شاملاً.
وسيكون المغرب من أكثر المناطق تأثراً بحلول شهر رمضان وعدم انتهاء “أزمة كورونا”، واستمرار التدابير الاحترازية التي ترافقه من حظر تجول شامل؛ لما لهذا الشهر من تفاصيل كثيرة يعيشها المواطنون.
وسيفقد المواطنون هذا العام أجواء رمضان التعبدية، التي كانت تلازمهم طوال السنوات الماضية، حيث كانت تمتلئ المساجد بالمصلين والصائمين والمعتكفين وقُراء القرآن وغير ذلك.
فقدٌ للمساجد
وربما لأول مرة سيفقد البيضاويون روحانية الصلوات في مسجد الحسن الثاني عموماً، حيث سيبقى المسجد فارغا من أي مصلين؛ في ظل قرارات إغلاقه حتى 20 ماي، وتجنباً لحدوث التجمعات وازدياد أعداد المصابين بالفيروس.
وقد صدرت قرارات إغلاق المساجد في جميع مساجد المغرب منذ مارس الماضي، وستبقى مغلقة حتى 20 ماي، مع استمرار رفع المؤذنين الأذان، حيث ينادون بدلاً من “حي على الصلاة”، بعبارة “صلُّوا في رحالكم” أو “صلُّوا في بيوتكم”.
وهذا يعني استمرار تأدية الصلوات الخمس وصلاة الجمعة من البيت، وستضاف إليها صلوات التراويح .
وكانت المساجد في رمضان تمتلأ في صلاة الفجر خصوصاً، على غير العادة من شهور السنة الأخرى، حيث يصلي الناس في بيوتهم، بسبب المشاغل التي تلازم العاملين في الصباح أو لأسباب أخرى، ففي رمضان يسهر كثيرون إلى فترة السحور ثم يتناولون طعامهم ويذهبون بعدها إلى صلاة الفجر، أو يستيقظ آخرون ليتناولوا طعام السحور ثم يذهبون إلى المساجد القريبة من مساكنهم.
ومن أبرز المساجد التي كان يؤمُّها المصلون في رمضان  وتشهد ازدحاماً كبيراً في الصلوات والإفطارات الجماعية، مسجد الحسن الثاني في الدارالبيضاء.
ولا شك في أن طقوس الإفطار الجماعي وانتظار المغاربة على موائدهم ينتظرون أذان المغرب، ستغيب هذا العام عن المساجد ، حيث لن تسمح السلطات بإقامة أي تجمُّع من هذا النوع، بل هناك نصائح بتجنب الزيارات، والتزام المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة.
ومع اتفاق عدد كبير من علماء الدين على اعتبار عدم التجمُّع واجباً شرعياً، سيكون على الناس الإفطار في بيوتهم والتخلي عن عاداتهم المصاحبة من موائد سحور وعزائم غير منقطعة تقريباً طيلة أيام الشهر.
وستكون تأثيرات الطقوس الاجتماعية المرتبطة بالصيام والإفطار شديدة وحادة هذا العام، حيث كانت المساجد تعتمر بكثير من الصائمين الذين يفطرون بما يُعرف بـ”موائد الرحمن” على حبّات من تمر وماء وعصير، وربما تصل إلى وجبة إفطار غنية، يتصدق بعشرات الآلاف منها يومياً الأغنياء والتجار، وكذلك الجمعيات.
وسيعيش كثير من الفقراء لحظات صعبة في شهر البركة القادم، بسبب غياب تلك الموائد، التي كانت تملأ بطونهم بوجبات دسمة يومية لم يكونوا يتناولونها إلا قليلاً خلال أيام السنة.
ومن جانب آخر ستفكر العائلات في طرق لتفادي الإفطار منفردة، معتمدة على التكنولوجيا في إفطار جماعي، يؤنس وحدة المائدة عبر اتصالات فيديو مصورة تضم الجميع افتراضياً.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.