هل نشهد حرباً سياسية بنكهة جرثومية بين أمريكا والصين؟

الجريدة نت20 أبريل 2020
هل نشهد حرباً سياسية بنكهة جرثومية بين أمريكا والصين؟

قبل تفشي فيروس «كورونا» كانت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تشهد توتّرات تجارية أحياناً، وسياسية على خلفية التحركات في بحر الصين الجنوبي أحياناً أخرى، لكنها في ظل جائحة «كورونا» تأخذ منحى آخر.

عضو المجلس الاتحادي الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان)، أليكسي بوشكوف، يقول إن حرباً سياسية ذات صبغة جرثومية يمكن أن تحدث بين الولايات المتحدة والصين. وقال في «تويتر»: إن الوضع سيتطوّر ليصل إلى مثل هذه النقطة، إذا قررت الولايات المتحدة توجيه الاتهام ضد الصين بإخفاء معلومات عن فيروس «كورونا».

بوشكوف أوضح أن حدوث صدام بين الصين والولايات المتحدة، أمر متوقع منذ زمن طويل. وأضاف: «في البداية أخذ هذا الصدام شكل حرب تجارية، ولكن إذا قررت الولايات المتحدة اتهام الصين بإخفاء معلومات عن الفيروس عمداً، فإن هذا الصدام يمكن أن يتخذ شكل حرب سياسية بصبغة جرثومية».

دعوة صينية
وزارة الخارجية الصينية دعت مجدداً، اليوم الاثنين، المسؤولين الأمريكيين إلى التوقف عن «مهاجمة» الصين، بسبب «كورونا»، والتركيز على جهود التعاون الدولي لمكافحة الفيروس عالمياً. ورد المتحدث باسم الوزارة جينغ شوانغ، على الانتقادات الأمريكية بشأن «ضعف شفافية الصين حول فيروس كورونا»، قائلاً: «يجب أن يكون واضحاً لبعض الأمريكيين هذا الأمر: الصين ليست عدو أمريكا. يجب على المجتمع الدولي أن يتكاتف معاً للفوز في المعركة ضد الفيروس».

وأضاف: «الاستمرار في مهاجمة وتشويه الصين لن يُعيد الوقت الضائع أو الأرواح المفقودة. نأمل أن يحترم هؤلاء الأشخاص في الولايات المتحدة الحقائق والعلوم والتوافق الدولي. عليهم التوقف عن مهاجمة الصين وإلقاء اللوم عليها، والتوقف عن الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة، والتركيز بشكل أكبر على الاحتواء المحلي والتعاون الدولي».

وتابع شوانغ، إنه يجب على المجتمع الدولي أن «يتكاتف معاً للتعاون، بدلاً من توجيه أصابع الاتهام إلى بعضهم البعض أو المطالبة بالتعويض»، مشيراً إلى التقارير التي تفيد بأن الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس قدموا تشريعاً الأسبوع الماضي يسمح للأمريكيين بمقاضاة حكومة الصين بسبب معلومات خاطئة عن «كورونا».

ترامب والتحقيق
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد، مساء الأحد، أن بلاده تريد إرسال محققين إلى الصين للتحقيق في انتشار الفيروس المستجد، وذلك رغم رفض الصين طلبات مماثلة من قبل. وقال في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض: «نحن نتحدث إلى الصين. تحدثنا إليهم منذ وقت طويل عن الدخول. نريد الدخول. نريد أن نرى ما يحدث، لكن لم تتم دعوتنا بالضبط، يمكنني أن أخبركم بذلك».

وكانت الصين رفضت سابقاً طلبات من الولايات المتحدة لإرسال محققين، بينما تتهم واشنطن السلطات الصينية باستمرار حجب معلومات دقيقة عن مدى انتشار فيروس «كورونا» داخل الأراضي الصينية.

من جانبه، قال نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، إن «الحقيقة غير المريحة هي أن الرئيس ترامب ترك أمريكا مكشوفة وعرضة لهذا الوباء». وأضاف، إن ترامب «تجاهل تحذيرات خبراء الصحة ووكالات المخابرات الأمريكية ووثق في قادة الصين بدلاً من ذلك».

في الوقت نفسه، أضافت أستراليا مزيداً من الضغوط المتصاعدة على الصين حول انتشار فيروس «كورونا»، إذ دعت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين، في مقابلة مع قناة ABC إلى «مراجعة مستقلة» للظروف التي أدت إلى بدء وباء فيروس «كورونا».

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.