الدارالبيضاء .. تمرد مافيا الدعارة بشارع محمد الخامس على مافيا البوليس

الدارالبيضاء .. تمرد مافيا الدعارة بشارع محمد الخامس على مافيا البوليس

ليس غريبا أن نسمع أن مدينة الدار البيضاء أصبحت تنافس المدن العالمية العريقة في صناعة الجنس.. فبدل أن تكون مجالا مفتوحا للتطور الحضري والعمراني وقاطرة للاقتصاد الوطني وموقعا مغريا للاستثمارات الوطنية والعالمية، انزاحت عن وظائفها الحيوية وتحولت إلى ماخور واسع، حتى أرقى شوارعها أصبحت مشاتل وقواعد محصنة للعاهرات والشواذ والجنس الثالث تحت حماية أمنية مشروطة ومدفوعة الأجر!!

و تعاني شوارع محمد الخامس و أنفا من  هذا الغزو ،و تحولت أرصفتها إلى «مختبرات» للجنس في الليل،ومعرض للحوم الآدمية بتواطؤ مكشوف مع السلطات المحلية والأمنية.

وبذلك نجحت شبكات الدعارة إلى حد كبير في تغيير وظيفة هذه الشوارع التي لم تعد تعني تأمين انسياب المرور والتواصل وتنشيط الحركة الاقتصادية والعمرانية ، فنظرية التأهيل الحضري أصبحت أسطوانة مشروخة من فرط سماعها.

أنه  انحلال في سلم القيم والأخلاق، وسخرية من وظيفة الأمن التي تساهلت في حراسة قلب مدينة الدار البيضاء من هذا «الاجتياح»، وتدنيس خطير لطهارة شارع محمد الخامس وشارع أنفا وروافدهما، فهل يعقل أن الشارع الذي يصل فيه ثمن المتر المربع إلى10 ملايين سنتيم و5 ملايين سنتيم يعيش جحيما يوميا؟ هل يعقل أن يتحول ليل هذه الشوارع إلى جحيم ومحميات لمعامل الجنس يحتكرها الشواذ والعاهرات؟

لقد تحول شارع محمد الخامس، فعلا، إلى مصنع لتفريخ مزيد من المومسات والمتحولين جنسيا والمثليين، وباتت مهنة «القوادة» منظمة أكثر من غيرها من المهن المرتبطة بالشارع، وأصبح لها حكامها ومخالبها التي قد تطيح بأي «نزيه» يطمح إلى إنجاح مساره المهني بإرادة تطهيرالشارع من مخلوقاته الليلية.

إذا تحدثنا عن ظاهرة الدعارة كمهنة، فيمكن اعتبارها أقدم مهنة في التاريخ. بغض النظر عن الأسباب النفسية والاجتماعية ، النساء اللواتي يحتلن الشوارع يفضلن الشوارع الراقية المكتظة بالمارة والمراكز التجارية على الشوارع القاحلة والطرق السيارة.

فشوارع مثل محمد الخامس وأنفا شوارع تجد فيها ممارسات الدعارة أماكن مثالية للاختباء فيها،فهذة الشوارع بحكم تهيئتها العمرانية ومراكزها التجارية واكتظاظها بالمارة يمكن أن تقضي فيها الممتهنات للدعارة مآربهن على عدة مستويات.

لكن المثير في هذه الظاهرة هو وجود شفرة بين ما يصطلح عليه بـ «محتلات الشوارع» وبين بعض رجال البوليس الذي تخلوا عن وظيفتهم الأساسية، وهي تحرير الشوارع وضمان الأمن العام، وتحولوا إلى فيدورات.

ملاقاة المومسات في أهم شوارع مدينة الدارالبيضاء، أصبح أمرا اعتياديا، لا يكاد يثير حفيظة العابرين اللهم الحالمون بالمدينة الفاضلة، فقد حولوها إلى «مستعمرة»، لها قوانينها ومقيمها العام وجنودها وحراسها ومخبروها وتجارها وزبائنها وسماسرتها وفضاءاتها الخاصة.

وتتمتع تلك الشوارع بنظام حراسة خاص لا يدركه إلا الراسخون في إنتاج اللحم الآدمي الطازج، حيث تحولت، بفعل العناية، إلى مشتل خصب لإنتاج كل أنواع المومسات، المحترفات والهاويات،والهاربات من التفكك الأسري أو الفقر الضاحوي، وبكل الأحجام والأشكال (النحيفة، البدينة، الممتلئة، الطويلة، القصيرة، السمراء، السوداء، البيضاء)، وأغلب هؤلاء المومسات (أو العاملات الجنسيات) لسن، في الغالب، سوى دمى متحركة بأيدي سماسرة الجنس الذين استطاعوا «تطبيع» العلاقات مع بعض رجال الشرطة، خاصة من ذوي النفوذ، الذين باتوا محط اتهام وتساؤلات مقلقة لدرجة أن «راديو المدينة» أضحى يطرح التساؤل التالي: هل يتلقون بسخاء نسبا مائوية من الأرباح مقابل الصمت وغض الطرف وإطلاق صفارات الإنذار أثناء تنظيم الحملات الأمنية؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.