منحت الأكاديمية السويدية، الخميس، جائزة نوبل للأدب لعام 2022 للروائية الفرنسية آني إرنو (1940)، وهي أول امرأة فرنسية تحصل على هذه الجائزة بعد لوكليزيو في عام 2008، وباتريك موديانو في 2014.
وكانت إرنو رُشّحت لنيل جائزة بوكر العالمية عام 2019 عن كتابها “السنوات” الذي يمثل سيرتها الذاتية.
وتبلغ إرنو من العمر 82 عاماً، وهي السيدة السابعة عشرة من أصل 114 التي تحصل على جائزة نوبل للأدب منذ عام 1901.
“شرف عظيم”
ورداً على سؤال وجّهه التلفزيون السويدي SVT للكاتبة الفائزة، اعتبرت إرنو هذه الجائزة “شرفاً عظيماً للغاية ومسؤولية أيضاً”. وأضافت: “هذا يعني أن نشهد شكلاً من أشكال الإنصاف والعدالة في العالم”.
ولدت إرنو في الريف النورماندي وتحديداً في يفيتوت Yvetot ونشأت في كنف عائلة متواضعة. كان والداها يديران متجراً صغيراً ومقهى في البلدة، وكانت هي تهتم بكتابة نصوصها القصيرة تحت عنوان “الكتابة البيضاء” التي تميّزت بأسلوب جاف، ولاقى بعضها نجاحاً كبيراً.
عملت مدرّسة للأدب في إحدى ضواحي باريس، وحازت شهاداتها العالية في الأدب الحديث عام 1971.
في عام 1984 فازت بجائزة رينودو Renaudot عن روايتها “الساحة” التي ضمّنتها سرداً حميمياً لطفولتها النورماندية وإيقاع موسيقاها الصغيرة.
تقول إرنو: “نصوص عالِم الاجتماع بورديو وسيمون دي بوفوار وجنسها الثاني شكّلت بالنسبة لي حافزاً مشجعاً على المثابرة في مشروع كتابتي، لأتحدث من بين أشياء أخرى عمّا أسماه بالقمع الاجتماعي”.
بطلة سرّية
تكاد إرنو تكون البطلة السرّية لكتاباتها كلّها، وهي بمثابة عالِمة إثنولوجيا، اهتمت بالأجناس البشرية وخصائصها وأخلاقها واختلافاتها، إنه مقياس الروح والمشاعر التي عملت على إصلاحها من خلال كتاباتها.
مزجت إلى حدّ الاشتباك بين ذكريات الماضي والذاكرة الحالية والمستعادة التي يستجيب بعضها إلى بعض بأسلوب منطقي، لتعود بشكلٍ حاسم إلى الذات الداخلية التي يغذّيها التأمل الدؤوب.
في عام 1992 شكّل كتابها “شغف بسيط” Passion simple نقطة تحوّل في مسيرتها، إذ كشفت فيه بشكل صريح وبعيد عن التعقيد خبايا علاقتها العاطفية القصيرة والنارية برجل متزوج، إنه دبلوماسي روسي، مقرّه باريس.
بعدها نشرت كتابها “ضياع الذات” Losing yourself وهو عبارة عن مقتطفات من مذكراتها.
غرّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حسابه عبر تويتر قائلاً: “تكتب آني إرنو منذ 50 عاماً رواية الذاكرة الجماعية والحميمة لبلدنا. صوتها هو حرّية المرأة، وهي تنضم بهذا التتويج إلى دائرة نوبل في أدبنا الفرنسي”.