كان هذا تذكيراً، افتتح به الكاتب إدوين مورا مقاله في موقع “بريتبارت” الأمريكي، قبل أن يلفت النظر إلى دور قطري محتمل في إعادة توجيه هؤلاء الخمسة إلى الإرهاب. فقد نقل الكاتب عن دايفد إيبسن، المدير التنفيذي لـ”مشروع مكافحة التطرف” – منظمة دوليّة غير حكوميّة معروفة اختصاراً باسم “سيب” – ترجيحه لتأثير قطري في إعادة انخراط معتقلي غوانتنامو في نشاطات إرهابيّة.
يشير مورا إلى أن سبعة معتقلين سابقين في غوانتنامو على الأقل، يُعتقد بوجودهم في قطر “التي سمحت للمجموعات الإرهابيّة مثل طالبان بأن تزدهر داخل حدودها” وجميع هؤلاء تابعون لطالبان الأفغانية. وفي مارس (آذار) 2015 كشف مسؤول أمريكي أنّ أقلّه ثلاثة من أصل خمسة إرهابيين طالبانيين من الذين تمّ تبادلهم مع بيرغدال، حاولوا الدخول مجدداً إلى شبكتهم الإرهابية القديمة.
بالتأكيد فشلت بالتزامها
كتب مورا أنّ موقع “بريتبارت” علم من منظمة “سيب” عن اتجاه عدد من أعضاء طالبان بشكل متزايد إلى قطر لأنّ الأخيرة جذبتهم بفضل “بيئتها المتساهلة” تجاه الإرهاب. من هنا، يُحتمل أن تكون الدوحة قد ساعدت في عودة الإرهابيين الخمسة من طالبان وآخرين من غوانتنامو، إلى الإرهاب. وقال إيبسن للموقع: “على الرغم من عدم وضوح ما إذا كانت قطر قد سهّلت بطريقة مباشرة عودة المعتقلين إلى النشاطات الإرهابية، فإنّ قطر فشلت بالتأكيد في التزامها بالمراقبة الكافية لنشاطات الطالبانيين الخمسة من غوانتنامو”. وأضاف: “لقد وقّعت قطر على مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة في مايو(نيسان) 2014، تُلزِم قطر بمراقبة نشاطات الطالبانيين الخمسة”.
لماذا أسكنتهم في أغنى الأحياء؟
وإضافة إلى ما سبق، أمّنت حكومة قطر المسكن والمؤونة في واحد من أكثر الأحياء ترفاً في الدوحة بحسب أحد تقارير “سيب” الذي ورد تحت عنوان: “قطر، المال، والإرهاب: سياسات الدوحة الخطيرة”. ولفت إيبسن نظر مورا إلى تحذير من لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي وجّهته إلى باراك أوباما سنة 2015 جاء فيه: “المعتقلون الخمسة السابقون شاركوا في نشاطات تهدد الولايات المتحدة وأعضاء التحالف ويعرّضون مصالح الأمن القومي للخطر (بشكل) لا يعاكس أنشطتهم قبل إلقاء القبض عليهم على أرض المعركة”.
وصلوا إليها.. ثمّ تابعوا نشاطهم!
يشير مورا إلى أنّ دراسة “سيب” المرتبطة بتمويل الإرهاب، أظهرت كون “عدد” من المعتقلين الطالبانيين الخمسة “يُعتقد بأنهم أعادوا الانخراط في نشاطات إرهابية منذ وصولهم إلى قطر”. وبحسب قاعدة بيانات تحتفظ بها صحيفة “نيويورك تايمس” الأمريكيّة، نقلت إدارة أوباما ستة معتقلين على الأقل من غوانتنامو إلى قطر: خمسة من طالبان سنة 2014 وقطري على صلة بطالبان والقاعدة معاً سنة 2008. ولفت إيبسن إلى أنّ سجيناً سابعاً سابقاً مرتبطاً أيضاً بطالبان والقاعدة – عبد السلام زئيف – ينشط في قطر منذ سنة 2011 بعدما نقلته الولايات المتحدة إلى أفغانستان سنة 2005. وأضاف إيبسن خلال المقابلة أنّ خمسة من المعتقلين السابقين السبعة، “ما زالوا معاقبين من الأمم المتحدة وحكومات أخرى ومنظمات حكومية دولية”، مشيراً إلى أنّ قطر هي “مركز جذب” للمعتقلين السابقين المرتبطين بطالبان إضافة إلى عائلاتهم.
المكتب الوحيد في العالم!
مورا يكتب أيضاً عن صدور تقرير آخر لمنظمة “سيب” تحت عنوان “قطر: التطرف ومكافحة التطرف” وجد أنّ حضور طالبان قد ازداد في قطر منذ سنة 2010 تقريباً. على سبيل المثال، إنّ المعتقل السابق في غوانتنامو وسفير طالبان إلى باكستان، الملّا عبد السلام زئيف، انتقل من أفغانستان إلى قطر سنة 2011. وبعد سنة 2010 كان لطالبان مكتب ديبلوماسي في الدوحة حتى سنة 2014. “لقد كان هذا المكتب الوحيد في العالم” بحسب التقرير الذي أشار أيضاً إلى أنّ عمل هذه الحركة في قطر ما زال مرجّحاً بغضّ النظر عن ادّعاءات حكومة الدوحة تجاه إقفال المكتب. “طالبان لفتت إلى المكتب على أنّه الكيان الوحيد حيث يسمح للمفاوضات الطالبانية بأن تجري داخله”.