رمضان الدارالبيضاء.. مناسبة لتوسيع خريطة مستهلكي المخدرات في المقاهي الشعبية

الجريدة نت4 أبريل 2024
رمضان الدارالبيضاء.. مناسبة لتوسيع خريطة مستهلكي المخدرات في المقاهي الشعبية
أبو علي

شهر رمضان في العاصمة الإقتصادية للمملكة، بالرغم من طقوسه وعاداته الروحانية المتميزة، فهو يشكل أيضا فرصة مواتية أمام شبكات الاتجار وترويج المخدرات بشتى أصنافها، لجني المزيد من الأرباح، خاصة أن هذا الشهر يعرف إقبال كبيرا على هذه المواد السامة، التي يتم استهلاكها بنسب كبيرة مقارنة مع الشهور الأخرى.
ويزداد خلال هذا الشهر الإقبال عن تناول المخدرات بشكل مثير، ويشكل ذلك مفارقة حقيقية بين الحملات الأمنية التي تشن قبيل قدوم شهر رمضان وأثناءه، والانتشار الواسع لها.
كما تزدهر سوق المخدرات في شهر رمضان خاصّة مع غلق الحانات ومحلات بيع الخمور،ويتميز عن باقي الشهور الأخرى باتساع دائرة المستهلكين للمخدرات بشتى أنواعها، خاصة الشيرا والهيرويين والكوكايين، التي تستهلك على نطاق واسع في المقاهي الشعبية، حيث ترتفع نسبة الإقبال عليها بشكل لافت للانتباه، سواء داخل المقاهي أو في وسط الأحياء والشوارع وفي الأماكن العمومية، وذلك برغم ارتفاع أثمانها إلى مستويات قياسية بسبب تضخم الطلب.
ونلاحظ أن إستهلاك والتجارة في المخدرات تنشط بشكل كبير في عدد من أحياء المدينة، خصوصا في منطقة ابن امسيك سيدي عثمان ومنطقة سباتة وحي باشكو ودرب غلف والحي الحسني وأخيرا منطقة المدينة القديمة، وهي أحياء يتصرف فيها تجار المخدرات الصلبة داخل المقاهي وكأنهم في جزيرة معزولة، إذ تصطف عدد من سيارات ودراجات نارية بشكل علني لتناول المخدرات،داخل مقاه شعبية معروفة.
أما “الشيشا” فتعرف إقبال كبير في بداية شهر رمضان، وتكون المقاهي شبه ممتلئة بالزبناء، دخان كثير يتطاير في السماء يحجب الرؤية، وحركة كبيرة بالداخل بعد أن تجند نادلات لتلبية طلبات الزبناء الذين لم تكن النرجيلة تفارق أفواههم.
السلطات المحلية والأمنية سبق لها أن توصلت بالعديد من الشكايات تتعلق بأنشطة مشبوهة داخل هذه المقاهي خصوصا في رمضان كالجنس و تعاطي المخدرات.
لكن يبدو أن أصحاب هذه المقاهي يحظون بنفوذ يصفه البعض بـ”القوي” ما يجعل كل “صرخات” المتضررين كأنما تطلق في واد ولا تحظى بأي متابعة.
ويظل الجهاز الأمني عاجزا عن الحد من هذه الظاهرة، التي تزداد حدتها خلال هذا الشهر الكريم، إذ لابد من توفير مناخ أمني يندرج ضمن مخطط إستراتيجي شامل تساهم فيه معظم أجهزة الدولة ومؤسساتها، وذلك حتى لا يظل رمضان تائها في تناقضاته.
ومن هنا نطرح أكثر من تساؤل لماذا لا تقوم العناصر الامنية بمدينة الدارالبيضاء بالقيام بحملات ومداهمات للمقاهي التي يتم ترويج فيها المخدرات ,خاصة المقاهي المتواجدة بالأحياء الشعبية المذكورة ؟
وتطالب الساكنة من والي أمن الدارالبيضاء التدخل على عجل من أجل القيام بحملات تمشيطية ورصد خطة محكمة لتخليص رواد هذه المقاهي من استنشاق السموم الفتاكة التي تسود بها والحد من انتشارها.، والضرب بيد القانون على كل من يستغل الفضاءات التي يرتادها الشباب من أجل اصطديادهم والزج بهم في فخ الإدمان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.