أشارت رونا ماكدانيل، محللة سياسية لدى موقع “ذا هيل”، إلى الخطأ الكبير الذي وقع فيه نواب أمريكيون من الحزب الديمقراطي، عندما تسببوا، قبل يومين، بإغلاق الحكومة الأمريكية، معتبرة أن هؤلاء النواب اختاروا تأخير دفع رواتب جنود وحراس حدود أمريكيين من أجل استرضاء قاعدتهم اليسارية المتشددة.
ومن خلال الدفع نحو إغلاق كلي غير ضروري وكان يمكن تجنبه، عرض الديمقراطيون للخطر التأمين الصحي لقرابة تسعة ملايين طفل، وعطلوا عدداً من البرامج الحيوية، ومنها خدمات رعاية قدامى المحاربين الأمريكيين.
تمويل قصير الأمد
وتشير الكاتبة إلى عرض قدمه نواب جمهوريون لتمويل قصير الأمد من أجل الإبقاء على عمل المؤسسات الحكومية، وحظي بموافقة كلا الحزبين، وضم نقاطاً تشريعية لطالما أيدها الديمقراطيون. ولكن، وبحسب الكاتبة، اختار الديمقراطيون جعل ذلك التمويل رهينة للمكائد الحزبية، وركزوا اهتمامهم على برنامج يوفر الحماية للمهاجرين القصر الذين دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية، والمعروف باسم” داكا”.
مصالح الشعب
وبرأي ماكدانيل، كان الديموقراطيون في مجلس الشيوخ أقل اهتماماً بمصالح الشعب الأمريكي منه بـ700 ألف مهاجر غير شرعي، وذلك بالرغم من أن البرنامج الذي يحمي أولئك المهاجرين لن ينقضي أجله قبل مارس( آذار) المقبل. كما يعني ذلك أن الديمقراطيين لم يراعوا “الأثر الرهيب لإغلاق الحكومة على القوات المسلحة الأمريكية”، وفق تعبير وزير الدفاع جميس ماتيس.
حل
وترى الكاتبة أن الجمهوريين قاموا بواجبهم وعرضوا حلاً يبقى على مواصلة عمل الحكومة، ولكنهم عجزوا عن وقف عملية الإغلاق. ويتطلب تمرير قوانين الاعتمادات في الميزانية الأمريكية موافقة 60 عضواً في مجلس الشيوخ. وفي ظل وجود 51 عضواً جمهورياً فقط، فذلك يعني ضرورة الحصول على موافقة أعضاء ديمقراطيين من أجل تأمين التمويل المطلوب.
استطلاع
وبحسب استطلاع للرأي أجرته محطة “سي إن إن” الأمريكية للتلفزيون، تبين أن غالبية الأمريكيين يعتقدون أن الإبقاء على عمل المؤسسات الحكومية، لهو أمر أكثر أهمية من مسألة إيجاد حل لمشروع داكا.
وتعليقاً على تلك النتيجة، رأت الكاتبة أن الديمقراطيين في الكونغرس، وخاصة من يمثلون الولايات الحمراء ( جمهورية) في مجلس الشيوخ، سوف يواجهون عواقب ما فعلوه عند إجراء الانتخابات النصفية في أواخر العام الجاري.
تعطيل
وتقول ماكدانيل إن ملايين الأمريكيين شاهدوا كيف قاوم الديمقراطيون وعطلوا كل خطوة قام بها الرئيس الأمريكي، ورفضوا العمل مع الجمهوريين من أجل إيجاد حلول حقيقية لصالح البلاد.
وتمضي الكاتبة قائلة إن ملايين الأمريكيين تابعوا عن كثب كيف فضل الديمقراطيون السياسات على الشعب، مرة تلو أخرى، وسوف يتابعون عن كثب أيضاً، ما سيجرى داخل الكونغرس، وكيف سوف يتصرف نواب منتخبون من أجل تفادي أزمة غير ضرورية.
وتحذر من أن الديموقراطيين الذين سيعمدون مجدداً لتعريض التمويل الحكومي للخطر، سيواجهون مع الانتخابات النصفية في نوفمبر ( تشرين الثاني) نتائج أعمالهم، عبر صناديق الاقتراع.