الأمم المتحدة مثل الغوطة محاصرة…حروب أخرى كثيرة في الأفق

الجريدة نت26 فبراير 2018
الأمم المتحدة مثل الغوطة محاصرة…حروب أخرى كثيرة في الأفق

انتقدت صحيفة “أوبزفر” الإخفاق الدولي في وقف مجزرة الغوطة على رغم مقتل 500 شخص وجرح آلاف آخرين في أسبوع، معتبرةً أن مستقبل الحوكمة الدولية بخطر.

ففي الايام الأخيرة، شهد العالم سلسلة خلافات ومقايضات في مجلس الأمن على خلفية اقتراح خجول لوقف إنساني للنار في سوريا مدته 30 يوماً.

ولم يكن مشروع القرار الذي اقترحته الكويت والسويد تسوية طويلة الأمد، وكان منفصلاً عن العملية المتعثرة للأمم المتحدة.

مضيعة للوقت
 أما هدفها الفوري فوقف المذبحة في الغوطة حيث قتل نحو 500 شخص وجرح آلاف آخرون منذ أسبوع. ولكن بالنسبة للروس، كانت هدنة قصيرة كهذه أمراً كبيراً في سياق حرب أودت بنصف مليون شخص. وبتهديده بالفيتو، أصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الحصول على ضمانات بأن يلتزم المقاتلون الإسلاميون المحاصرون بأي هدنة، الأمر الذي يعتبر مضيعة للوقت. والأهم من ذلك، لم يكن ثمة ضمانات بأن قوات الأسد ستلتزم بأي اتفاق في الأيام المقبلة. ففي 2016، تجاهل النظام اتفاقاً لوقف النار خلال حصار حلب.

ورأت الصحيفة أن تأخير تحرك الأمم المتحدة يبرز طبيعة زعامة بوتين الخارجة عن القانون. واستخدمت موسكو حق الفيتو عشر مرات ضد قرارات تتعلق بسوريا تأكيداً لسياستها الداعمة للأسد. فقد حمته وحمت أتباعه من تحقيقات دولية في جرائم حرب. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) أوقفت موسكو تحقيقات للأمم المتحدة في تقارير عن استخدام النظام أسلحة كيماوية في انتهاك لاتفاق عام 2013 الذي رعاه بوتين لمنع تدخل عسكري أمريكي.

بوتين معزولاً
ورأت الصحيفة أن المحاولة الواضحة لروسية لشراء الوقت على أمل إنجاز الأسد هجومه الأخير على الغوطة، تركت بوتين معزولاً. وحتى الصين التي تتبع موسكو في مسائل الأمن الدولي، لم تجارها في العرقلة، وأيدت الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن وقفاً لإطلاق النار. وكذلك، فعلت الدول الغربية الثلاث الدائمة العضوية.

ضغط غير متجانس
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلوك روسيا بأنه “مخزٍ”، ولكن العزلة الديبلوماسية لم تردع بوتين.

وتضيف الصحيفة: “إذا أرادت هذه الدول حقاً وقف الرعاية الروسية لحرب الأسد، فعلى الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين تطبيق نوع من الضغط غير المتكافئ الذي يفهمه بوتين. إذا أرادت حقاً مساعدة الشعب السوري، فإن عقوبات اقتصادية إضافية، والتحول إلى مزودين جدد للطاقة والتحقيق في الانتهاكات الروسية للنظام المالي العالمي، سيكون بداية جيدة. فصادرات الغاز إلى أوروبا العام الماضي سجلت مستويات قياسية. ولم يفعل الغرب شيئاً للضغط على بوتين فيما السوريون يموتون من البرد”.

ضوء أخضر
على غرار أوباما، خيب ترامب سوريا والغوطة هي نتيجة مباشرة. وعندما رفضت الولايات المتحدة التحرك في 2013 بعد مهاجمة الأسد الغوطة بغاز السارين وتجاوزه الخط الأحمر لأوباما، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد ذلك ضوءاً أخضر.

وتبع ذلك تدخل روسي عسكري في 2015، في الوقت الذي اكتفى فيه الأمريكيون بمحاربة داعش.

ولم تتحرك دول الاتحاد الأوروبي بسرعة في أزمة الغوطة. وأثبت ترامب أنه لا يعبأ بمقتل السوريين، وكل ما يريده هو الحفاظ على علاقة جيدة مع بوتين.

الأمم المتحدة محاصرة
وختمت الصحيفة أن إخفاقات الدول وسوء تصرفها تبقى مشكلة، ولكن الأمم المتحدة هي الأزمة الكبرى. فعلى غرار الغوطة، تبدو المنظمة الدولية محاصرة، وصدقيتها على المحك. ففي رأيه يعتبر نظام مجلس الأمن كله وموقعه كمنتدى دولي، في خطر. ستكون ثمة حروب أخرى وغوطة أخرى، فمستقبل الحوكمة العالمية الجماعية يبدو قاتماً.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.