أحمد سعيف : وكأن طفلا بداخلي ضغط على زر الإبداع الفني

الجريدة نت1 مايو 2019
أحمد سعيف : وكأن طفلا بداخلي ضغط على زر الإبداع الفني

وكأن طفلا بداخلي ضغط على زر الإبداع الفني

أحمد سعيف، من مواليد 1955 بمدينة الدارالبيضاء ، شاركت في عدة معارض فردية وجماعية داخل المغرب ، في يوم من الأيام ، كنت في المرسم ، أقوم ببعض الأعمال ، فعثرت على حبات من اللؤلؤ (العقيق ) لونهم أحمر ، فأخذتهم في يدي اليمنى  ، ثم بدأت أحركهم في يدي حتى سقطوا على لوحة فنية بطريقة عشوائية رائعة ، الشيء الذي أعطى جمالية تكميلية للوحة ، وهذا الفعل أنار فكري وآثار حفيظة أحاسيسي ومشاعري العميقة . وكأن طفلا بداخلي ضغط على زر الإبداع الفني قائلا لي بصوت مرتفع : “عندما يتحدث اللؤلؤ” في تلك اللحظة أخذت لوحة صغيرة ثم بدأت في الاشتغال عليها وكانت الانطلاقة الفنية الإبداعية الجديدة، فبدأت أسعى لتأسيس نظرية الانسجام أو التناغم بين حجارة “اللؤلؤ”وفن الرسم ، حققت ذلك بدون استناد على قواعد و معايير أكاديمية من الناحية الجمالية .

ما أقدمه للتعبير بالفطرية العميقة
أحيانا أقوم باستنساخ شيء يؤدي وظيفته كنموذج وأحيانا أرسم على صور موجودة بالفعل قصد إنتاج اللوحة ستقلب العلاقة الموجودة بين النموذج والنسخة ،اختلف الأمر.. ليست هناك قواعد للون.. ولا للخط.. ولا لدائرة هناك فقط إحساس وإبداع وما أقدمه للتعبير بالفطرية العميقة بمكونات ذاتية خاصة،( بالفرشاة.. والقلم.. والحجارة “اللؤلؤ” )لا يخضعون لأمر خارجي مهما كانت سيطرته وإنما يستجيب لتمثيل داخلي للقيم والرغبات والأماني والأحلام وكل الحالات النفسية المتمردة على الواقع الذي أعيشه كفنان وكمبدع.

هناك ألوان ترغب العين في رؤيتها على الحجارة
إن لوحاتي تتطلب وقتا طويلا حتى تستنفذ قدرتها على الامتصاص وتثبيت الألوان، والألوان كثيرة ومتنوعة إلى درجة قد يتيه فيها الذهن ومثلما هناك تناغم ترغب الأذن في سماعه مثلما هناك ألوان ترغب العين في رؤيتها على الحجارة “اللؤلؤ” كما أوظف في تطبيقاتها مواد طبيعية ومهارات يدوية ومبادئ تصويرية غير مسبوقة ومبتكرة وغريبة على اللغة التصويرية الموروثة.

أحكي والحكي هنا عن المعالم التقليدية
لا أترك أية مساحة للفراغ خالقا نوعا من السرد اللامتناهي داخل العمل كما لا أرسم فقط بل أحكي والحكي هنا عن المعالم التقليدية لأجعل من العمل مسرحا باهرا.
فحبي وشغفي بفني الذي أزاوله وخوفا عليه من الاندثار فقد ارتأيت تدريسه وتلقينه للأجيال حتى يستمر من جيل إلى جيل، شراء الفن هو شراء أكثر من قطعة فنية خدمة أو شيء ، ما هو إلا شراء مئات ساعات من التجربة وأيام وأسابيع وشهور من الإحباط إنه لا يشتري شيئا إنه يشتري قطعة من القلب قطعة من الروح جزءا من حياة فنان ما و أكثر من ذلك فإنه يعطي المزيد من الدوافع و الوسائل أكثر للفنان حيث يشارك موهبته وشغفه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.