تواصل دولة قطر تعزيز مكانتها كمركز إقليمي مزدهر للثقافة والفنون، ويتجلى هذا الدعم بوضوح في القطاع السينمائي من خلال فعاليات بارزة مثل مهرجان الدوحة السينمائي. يشكل برنامج “صنع في قطر” ضمن المهرجان منصة حيوية للاحتفاء بالمواهب السينمائية المحلية، سواء للمخرجين القطريين أو المقيمين. يعكس هذا البرنامج الالتزام الراسخ لمؤسسة الدوحة للأفلام بدعم الجيل الجديد من صانعي الأفلام، ويسلط الضوء على قصص تعبر بصدق وإبداع عن جوهر الهوية الثقافية المتجددة للوطن.
يمثل مهرجان الدوحة السينمائي لأفلام صنع في قطر نقطة انطلاق للمبدعين المحليين، حيث تكتسب أعمالهم التقدير والإشادة على الساحة الدولية. لا يقتصر دور هذا البرنامج على عرض الأفلام فحسب، بل يمتد ليشمل توفير الدعم والتدريب اللازمين لصقل هذه المواهب، مما يسهم في بناء إرث سينمائي قطري أصيل يتردد صداه عالميًا. إنه احتفال بالرؤى الجديدة للحياة المعاصرة في قطر، والمفعمة بالإنسانية والصدق.
دعم لا يتزعزع للإبداع المحلي: رؤية مؤسسة الدوحة للأفلام
أكدت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة المهرجان، أن دعم صانعي الأفلام المحليين يتجاوز كونه واجبًا؛ إنه مصدر فخر عظيم للمؤسسة. فالمبدعون القطريون يفتحون آفاقًا جديدة للعالم، ويشاركون ثقافتهم الفريدة مع الآخرين، ويربطون الجمهور العالمي بحكاياتهم الخاصة. من خلال برنامج “صنع في قطر”، تحتفي المؤسسة بشجاعة وابتكار هؤلاء المخرجين الذين يسهمون في تشكيل الهوية السينمائية لدولة قطر، وبناء إرث ثقافي يتجاوز الحدود الجغرافية للوطن.
يتجلى التطور الملحوظ في المنظومة السينمائية القطرية من خلال جودة وتنوع الأفلام المشاركة في البرنامج. العديد من هذه الأعمال حظيت بدعم مباشر من مؤسسة الدوحة للأفلام، سواء عبر برامج التدريب المتخصصة، أو المنح المالية، أو من خلال صندوق الفيلم القطري. هذا الدعم الشامل يضمن أن يتمكن صانعو الأفلام من تحويل رؤاهم إلى واقع سينمائي عالي الجودة.
تنوع قصصي يعكس نبض المجتمع في “صنع في قطر” 2025
تضم دورة 2025 من مهرجان الدوحة السينمائي لأفلام صنع في قطر مجموعة متميزة من الأفلام القصيرة، التي تتناول قضايا ومواضيع متنوعة، مقدمةً بذلك بانوراما غنية للحياة في قطر وخارجها. هذه الأفلام لا تقتصر على سرد القصص، بل هي مرايا تعكس التحديات والآمال والتحولات الثقافية والاجتماعية.
- “العقيق: الزخم الافتراضي” لمحمد السويدي وكمام المعاضيد: فيلم خيال علمي يستشرف المستقبل القريب، ويتناول صراعًا مع قوى شريرة تهدد مدينة خليجية.
- “بابا يذوب” لكريم عمارة: دراما عائلية مؤثرة تستكشف الأسرار والتواصل بين الأجيال في سياق صلاة الجمعة.
- “فهد الغاضب” لجاستن كريمر: قصة معاصرة عن عائلة قطرية محافظة تواجه تحديات التواصل، مما يدفعهم لابتكار سردياتهم الخاصة.
- “هل هذه علامة؟” لماريا جوزيف: كوميديا أخطاء مضحكة تدور أحداثها حول عروس متوترة تستعد لزفافها في خضم فوضى عائلية.
- “مشروع عائشة” لفهد النهدي: دراما إنسانية عميقة عن جراحة أعصاب تحاول إنقاذ ابنتها بطرق مثيرة للجدل، مما يعرضها لمصير أسوأ.
- “قضاء وقدر” لمريم المحمد: فيلم يروي قصة صراع عائلي في محكمة الأسرة بالدوحة، حيث تتصاعد التوترات بين الأطراف.
- “جريد النخل” لمهدي علي علي: قصة تأملية عن الحب والفقدان وأسرار البحر، تتكشف من خلال أحلام وذكريات عميقة.
- “مسرح الأحلام” لفاطمة الغانم: يستعرض الفيلم القصة غير المروية لأول منتخب نسائي قطري لكرة القدم، وتضحياتهن خلال كأس العالم 2022.
- “يوم الجمعة” لهيا الكواري: يتتبع قصة أب عازب ومحاولاته لاستعادة دفء العائلة في يوم جمعة مقدس.
- “فيلا 187” لإيمان ميرغني: قصة شخصية من السودان/قطر، تتناول ذكريات الحنين والقلق بعد فقدان العائلة منزلها في الدوحة.
إن هذه الأعمال المتنوعة، التي يختارها بعناية لجنة تحكيم مرموقة تضم المخرجة عفاف بن محمود، وفهد الكواري، وعلاء الأسعد، لا تقدم مجرد ترفيه، بل هي شهادات فنية على غنى الثقافة القطرية وقدرتها على إنتاج قصص عالمية بلمسة محلية فريدة. يظل الجريدة نت، الموقع الإخباري الأول في المغرب ملتزمًا بتغطية مثل هذه الأحداث الثقافية الهامة التي تعزز الحوار والتفاهم بين الشعوب.
التعليقات (0)
اترك تعليقك