أثارت مقابلة الكاتب منصور النقيدان، الذي حل ضيفاً على برنامج “الليوان” في قناة “روتانا خليجية”، أمس الثلاثاء، جدلاً واسعاً بعد أن تحدث عن الإلحاد والإسلام.
وتحدث النقيدان وهو سعودي حاصل على الجنسية الإماراتية خلال اللقاء، عن ظاهرة الإلحاد، قائلاً: إن “الإلحاد عقيدة، وعليك أن تحترم الإلحاد لأنه خيار للإنسان” على حد قوله.
وفي رأي مثير للجدل، يرى الكاتب أن الإيمان القلبي هو الإيمان الحقيقي، دون النظر إلى القيام بالعبادات كالصلاة التي يراها غير ضرورية.
وقال النقيدان: “أنا من غلاة المرجئة، الذين يرون أن الإيمان القلبي الذي هو أساس الفطرة هو الإيمان الحقيقي”.
وأوضح في هذا الصدد أن “العنف الذي نراه لبعض الشباب في المملكة أو الذين ينضمون لداعش هو عنف غير مبرر، والهوس الغريب جداً بالحوريات هذا نابع من القمع”.
وأشار النقيدان إلى أن المرحلة التي نعيشها خلال هذه الفترة هي مرحلة التنازع، وهي مرحلة تاريخية غريبة جداً، لم يسبق للمسلمين أن مروا بها، وهو تعدد أنماط التدين، ومن ثم يُعاد تفسير الإيمان دائماً.
كما ذكر أن “عقائد أهل السنة والجماعة التي كنا ندرسها في المدارس ونتعلمها في المساجد ويتم ترسيخها الآن، هي عبارة عن مدونات كُتبت في القرن الثالث وتولى تدوينها نخبة من أهل الحديث والأثر، وخرج عن هؤلاء المعتزلة وغيرهم”.
وأكد أن المرجئة “مهمة جداً في تاريخ الإسلام لأن المسلمين الآن لديهم أزمة في تطبيق شريعتهم، سواء كان الأزمة التي يعيشها المسلمون في المجتمعات الغربية وهي نابعة من مفهوم الشريعة، وكيف بإمكانك أن تجسد هذا الإيمان على الأرض ويكون هذا الواقع متوافقاً مع تفسير الإيمان”.
وأكد النقيدان في نهاية حديثه أن الحل في العالم الإسلامي هو “الإرجاء”، مؤكداً أنه بغير هذا سيعيش المسلمون في أزمتهم.
ورصد “الخليج أونلاين” ردود أفعال غاضبة من كلام النقيدان، معتبرين أنه يسئ للإسلام في شهر رمضان المبارك، وأن برنامج “الليوان” له أهداف “خبيثة”.
وقال حساب “محمد”: “يعدمون الناس اللي جهروا بالحق ويكرمون الناس اللي جهروا بالردة”.
أما نور الفهد فقد علقت على حسابها قائلة: “يقول كلام خطير حتى الصلاة أنكرها جملة وتفصيلاً كيف يعرض! إلى وين وصلنا!”.عبد القادر التركماني علق ساخراً من كلام النقيدان: “الدعشنة عقيدة، عليك أن تحترم الدعشنة لأنه خيار للإنسان.. والجنون فنون!”.أبو الحارث خان علق غاضباً على الحوار قائلاً: “الإلحاد عقيدة، عليك أن تحترم الإلحاد لأنه خيار للإنسان!! لم أتوقع في حياتي أن أسمع مثل هذا الكلام جهاراً وعلى الإعلام!!!”.أما أحمد الزبن فقد اعتبر أن النقيدان والنماذج التي على شاكلته “لا تمثل المجتمع السعودي المتدين، ولا تؤثر على الثوابت الدينية التي يتمسك بها المجتمع”.
ويخالف “المرجئة” أهل السنة في أصل من أصول العقيدة؛ حيث يرى أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، في حين يرى أهل “الإرجاء” أن الإيمان هو التصديق والقول فقط، ولا يزيد ولا ينقص، ولا دخل للطاعة والمعصية في مسمى الإيمان.
يذكر أنه تم تكريم منصور النقيدان، ضمن مجموعة تم اختيارها بوصفهم “أبطال” الحملة العالمية ضد التطرف التي نظمتها الإمارات العربية المتحدة، في استمرار لسلوك الإمارات في الترويج لدعاة مرفوضين مجتمعياً وذوي أفكار توصف بـ”مميعة للدين”.
واشتهر النقيدان خلال حديثه مع قناة “العربية” عام 2014 عندما قال إن “الشعب السعودي يسهل استحماره”، وذلك في تعليقه على انضمام السعوديين إلى الحركات الجهادية.