هل يمكن تجنب حرب بين إسرائيل وإيران؟

الجريدة نت26 أبريل 2018
هل يمكن تجنب حرب بين إسرائيل وإيران؟

حذر اللورد ريتشارد دانات، في مقال نشرته صحيفة “ذا تلغراف” البريطانية، من تفاقم خطر اندلاع حرب كبرى جديدة في الشرق الأوسط بتحريض من إيران، داعياً بريطانيا إلى اتخاذ موقف ضد وكلاء الإرهابيين السابقين.
ويلفت دانات، الرئيس السابق للأركان العامة للجيش البريطاني بين 2006 و2009، إلى أن إيران إذا تُركت بلا قيود ستكون سبباً في اندلاع حرب جديدة مدمرة مع إسرائيل في المنطقة، خاصةً لأن إيران تسعى صراحةً إلى تدمير إسرائيل منذ الثورة في 1979.
ايديولوجية إيران الامبريالية
يشير دانات إلى أن إيران تتبع نهجاً إستراتيجياً أثبت فاعلية لاسيما مع تدهور قوة الدول القائمة في الشرق الأوسط، إذ تعمد إيران إلى نشر وكلاء إرهابيين يجندون من السكان الشيعة في جميع أنحاء المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية المرتبطة بطهران في العراق، وقد تسببت الأخيرة في أضرار بالغة للجنود البريطانيين في البصرة بين 2006 و2007.
وتستخدم إيران هؤلاء الوكلاء لترسيخ احتكار وحشي للسلطة بإقامة “دولة داخل الدولة” في كل من لبنان والعراق، إلى جانب إستراتيجية للهيمنة السياسية، استراتيجية بطيئة ولكنها ستكتمل في نهاية المطاف. وعلى هذا النحو توسع إيران ايديولوجيتها الامبريالية وفي الوقت نفسه تروج أن جيشها لم يهاجم أبداً أي بلد آخر.
استراتيجية خبيثة

ويحض دانات على فضح إستراتيجية إيران “الخبيثة”، حيث أن حزب الله في لبنان “جوهرة التاج” أو الورقة الرابحة في الحرب الإقليمية التي تشنها إيران بواسطة إرهابيين بالوكالة.
ويكشف دانات أنه كان جزءاً من مجموعة عمل عسكرية رفيعة المستوى زارت إسرائيل في العام الماضي، وخلص تقرير هذه المجموعة إلى أن حزب الله بات يمتلك اليوم قوة قتالية هائلة تتفوق على قدرة العديد من الجيوش الأوروبية، ولدى حزب الله أكثر من مائة ألف صاروخ قادرة على الوصول بدقة إلى إسرائيل.
وعلاوةً على ذلك، يهيمن حزب الله على الدولة اللبنانية من الناحية السياسية،  ونجح أيضاً في الاستيلاء على أجزاء من الجيش اللبناني، حتى أنه إذا اندلعت أي حرب مستقبلية في لبنان، فلن يتسنى على الأرجح التمييز بين حزب الله والجيش اللبناني، طالما تعلق الأمر بإسرائيل.
جرائم حزب الله
ويعتبر دانات أن قوة حزب الله اليوم هي بمثابة إدانة لفشل المجتمع الدولي في الوفاء بضماناته لإسرائيل بمنع ظهور مثل هذا الخطر من جديد. وفشلت قوات الأمم المتحدة في لبنان، وفي المقابل استولى حزب الله إلى حد كبير على جنوب لبنان، ويعمد إلى تخبئة أسلحته ومقاتليه وقيادته وبنيته التحية بين السكان المدنيين هناك، وهي جريمة حرب محتملة.
وفي الوقت نفسه، يثير حزب الله الشغب في سوريا، وقتل مدنيين سوريين على نطاق واسع في سياق جهود طهران الناجحة لتعزيز نظام بشار الأسد. وأتاح له التورط في الحرب السورية فرصة اكتساب خبرة هائلة في ساحة المعركة.
وبحسب دانات، ترى إسرائيل أنها تواجه تهديداً إيرانيا في لبنان، إذ يمكن لحزب الله احتجاز مدنيين إسرائيليين رهائن بتوجيه ترسانة ضخمة من الصواريخ ضدهم، وكذلك في سوريا، لذلك لا يمكن لإسرائيل أن تتسامح مع وجود القواعد الإيرانية في سوريا.
حرب خطيرة
ويقول دانات: “في غياب الجهود الدولية المتضافرة لكبح إيران في المنطقة، إذ لا تتوافر أيضاً مثل هذه الإستراتيجية الغربية المتماسكة، يجب أن نكون مستعدين للتوقع أن إسرائيل ستدافع عن مصالحها الأمنية الحيوية بقوة، وكثيراً ما يتعرض جيش الدفاع الإسرائيلي إلى الانتقاد لاستخدامه القوة المفرطة، ولكنني أعتقد أنهم سيعملون في إطار المعايير القانونية والأخلاقية المقبولة، ولكن الأهداف العسكرية المشروعة التي ستضطر إسرائيل إلى ضربها في حربها مع إيران وجيوشها الإرهابية بالوكالة التي تخفيها بين المدنيين في لبنان وسوريا، ستجعل منها حرباً خطيرة للغاية”.
ويختتم دانات قائلاً إنه ولتجنب مثل هذا الصراع، على بريطانيا وحلفائها تفهم مخاوف إسرائيل، والتوضيح لإيران وحزب الله أن حملاتهما ضد إسرائيل سيُقابلها المجتمع الدولي بالإدانة، وبقبول رد الفعل العسكري الإسرائيلي، ويُمكن ردع إيران برسائل قاسية حول الكلفة المتوقعة لأفعالها، خاصةً عن طريق ردود الفعل الإسرائيلية المحتملة.  

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.