أكدت الرئاسة التونسية، الخميس، أن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، مستقرة، وذلك بعد أنباء متضاربة عن وفاته.
وكانت قناة “العربية الحدث” السعودية نقلت عن مصادر برلمانية لم تسمّها أن السبسي قد توفي، وهو ما ذكرته قناة “النهار” الجزائرية أيضاً.
وقالت الرئاسة في منشور على “فيسبوك”: إن السبسي “يخضع للفحوصات الطبية اللازمة، حيث تم نقله إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاج”.
وتابعت: “تعرّض رئيس الجمهورية اليوم إلى وعكة صحيّة حادة استوجبت نقله إلى المستشفى العسكري بتونس”.
كذلك أكد رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، أن الرئيس السبسي يتلقى كل العناية اللازمة التي يحتاجها من طرف أكفأ الإطارات الطبية، بعد إصابته بوعكة صحية.
وقال الشاهد في تصريح له، بعد تضارب الأنباء حول صحة الرئيس السبسي: “كنت منذ قليل في زيارة إلى سيادة رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، في المستشفى العسكري حيث يتلقى حالياً العلاج، وأطمئن التونسيين أنه بصدد تلقي كل العناية”.
بدوره أكد فراس قفراش، مستشار الرئيس التونسي، في تغريدة له عبر حسابه في موقع “تويتر”، أن حالته مستقرة، داعياً إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات.
والسبت الماضي، أعلن المستشار الإعلامي للرئيس التونسي أن الأخير غادر المستشفى العسكري، إثر دخوله جراء وعكة صحية.
وأكّد “قفراش” أن السبسي بـ”صحة جيدة”، وأنه سيشرف بداية الأسبوع المقبل على العديد من الأنشطة الرئاسية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية.
من هو السبسي؟
السبسي من مواليد 26 نوفمبر 1926، لأسرة تنحدر من العاصمة التونسية، وهو محامٍ، ورفيق درب للحبيب بورقيبة، أول رئيس لتونس المستقلة.
تولى منصب رئيس الوزراء، ومناصب وزارية عدة في عهد رفيقه، خصوصاً وزارات الخارجية والداخلية والدفاع.
وانضم إثر استقلال تونس، عام 1956، إلى الحكومة مستشاراً لبورقيبة، قبل أن يعين مديراً عاماً لأمن الدولة، ثم عين وزير داخلية عام 1965، كما تولى وزارة الدفاع بين 1969 و1970.
وكان من الشخصيات البارزة في الحزب الدستوري، الذي كان حزباً حاكماً حتى نهاية عهد الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، إلا أنه انسحب منه عام 1971 للمطالبة بإصلاحات سياسية.
وانضم السبسي في عام 1978 إلى حركة الديمقراطيين الاشتراكيين الليبرالية المعارضة التي شكلها خصوصاً منشقون عن الحزب الحاكم.
وفي ديسمبر 1971، عاد قائد السبسي إلى الحكومة كوزير معتمد لدى رئيس الوزراء، محمد مزالي، الذي حاول لفترة إجراء انفتاح سياسي، وعين في 15 أبريل 1981 وزيراً للخارجية، وخدم 6 سنوات.
وفي 1989، وبعد تولي بن علي السلطة في تونس، انتخب الباجي قائد السبسي نائباً في مجلس النواب، ثم رئيساً لمجلس النواب حتى 1991، وبقي حتى انتهاء ولايته كنائب في 1994.
وعاد اسم السبسي إلى الواجهة بعد نجاح الثورة التونسية في إسقاط وخلع الرئيس زين العابد بن علي.
وفي 27 فبراير 2011، عينه الرئيس المؤقت، فؤاد المبزع، رئيساً للحكومة المؤقتة، وذلك بعد استقالة محمد الغنوشي.
واستمر في منصبه حتى 13 ديسمبر 2011، حين قام المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية المنتخب، في 12 ديسمبر 2011، بتكليف حمادي الجبالي، أمين عام حزب حركة النهضة، بتشكيل الحكومة.
وفي 2012 أسس حزب نداء تونس، الذي اعتبر استمراراً للنظام السابق، ليترشح عام 2014 للانتخابات الرئاسية، أمام نظيره الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي.
وانتخب السبسي بنسبة 55.68% رئيساً سادساً للبلاد، متفوقاً على المرزوقي الذي حصل على نسبه 44.32%، وتسلم مهام منصبه رسمياً في 31 ديسمبر 2014، في حين تنتهي ولايته في نوفمبر القادم.