المرشّح "فيون" يصعد نجمه في الانتخابات الفرنسية ومفاجآت في الواجهة!

الجريدة نت28 نوفمبر 2016
المرشّح "فيون" يصعد نجمه في الانتخابات الفرنسية ومفاجآت في الواجهة!

جتاح الأحزاب اليمينية،  بجميع أطيافها سواء كانت محافظة، أو وسطية، أو متطرفة، العديد من دول العالم في الآونة الأخيرة، وتبلغ ذروتها حاليًا في أوروبا، وتعززت أكثر بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، الذي يعتبره اليمينيون بكافة فصائلهم وأجنحتهم ضوءًا أخضر لصعودهم إلى كراسي السلطة في مشهد العالم الجديد الذي يتشكل حاليًا  وينذر بتغيير السياسات الخارجية العالمية في المستقبل القريب..

 ولعلّ “انتصار” الأحزاب اليمينية في العالم اليوم وخاصة أوروبا يرجع إلى الأعمال الإرهابية والإجرامية التي سجّلت بأيادي عدد من الإرهابيين الذين زعموا انتماءهم للإسلام والإسلام منهم براء..

 هذه الأحزاب جمع بينها إعلانها المكشوف لـ “كرهها” المقيت للإسلام السياسي والضغينة التي تحملها تجاه كل التنظيمات الإسلامية المتطرفة ومن بينها حركة الإخوان المسلمين الذي كان  ترامب دونالد سبّاقا في إعلان قرب شن الحرب عليها وحديث مستشاره وليد فارس في حوار أخير عن إمكانية تشكيل “ناتو عربي” حول هذه المسألة..

 وفيما نجح الجمهوري ترامب في الانتخابات الأمريكية بفضل ورقة الإسلام المتطرف الرابحة التي حقّق من خلالها حصد أغلبية الأصوات ليدخل باب البيت الأبيض ويترك الديمقراطية هيلاري كلينتون في التسلّل مع مناصريها، فإنّ الأيام القادمة توحي بفوز مترشّح يميني في الانتخابات الفرنسية خاصة بعد استخلاصهم الدرس الأمريكي  وسعيهم إلى مغازلة أصوات الناخبين بخطبهم الرنانة عن الإسلام السياسي وانعكاساته “الخطيرة” على مستقبلهم ومستقبل ناشئتهم..

  وأحد أبرز هؤلاء الصاعدين بسرعة الصاروخ هو فرانسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي السابق الذي تصدر بفارق كبير الدورة الأولى والثانية من الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي البالغة الأهمية بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية في 2017..

 تجدر الإشارة إلى أنّ فرنسوا فيون اعتبر في إحدى خطبه الانتخابية الأخيرة أنّ الإسلام المتطرف بصدد تدمير جزء من مواطني فرنسا المسلمين، معتبرا أن “هذا الإسلام المتطرف يتحداهم ويتحدى قيمهم المشتركة وشدّد على انه سيقف في طريقه  ولن يسمح له بذلك”..

 في ذات السياق أعرب فيون عن انه سيقرر حال فوزه في الأمر بتشديد رقابة صارمة على كل العبادات الإسلامية طالما مازال الإسلام غريبا عن جمهورية فرنسا على حد تعبيره، إلى جانب حل كل التنظيمات المرتبطة بالتيار السلفي والمرتبطة أيضا بتنظيم الإخوان المسلمين..

 وتساءل فرنسوا فيون “كيف لمصر أن تقوم بحظر تنظيم الإخوان المسلمين وتسجله على قائمة المنظمات الإرهابية بينما تقوم فرنسا باستقبالهم بحفاة”، مشدّدا على انه يريد توضيح علاقات فرنسا مع السعودية وقطر اللذان اعتبرهما يحتضنان رؤوس الإسلام المتطرف..

 عدو الإسلام المتطرّف..

 وفيما يعتبر العديد من المراقبين والسياسيين أن برنامج رئيس الحكومة الفرنسية السابق فرانسوا فيون، «محافظ جدا» لانكماشه على مفهوم ضيق للهوية، موضحين أن فوزه المفاجئ في الدورة الأولى يعود لاستقطابه شريحة كبيرة من المصوتين أغلبها من الكاثوليكيين المحافظين بمختلف شرائحهم وبينهم المناهضين للإجهاض وزواج المثليين، إلاّ أنّ عددا من المحللين الآخرين يعتبر انّ إمكانية فوز فيون سيقلب موازين القوى وموازين التحالفات العالمية وسيحدّد نظرة مغايرة تماما لكل التنظيمات المتطرّفة لتكون سنوات 2017 وما بعدها سنوات الحرب على داعش والتنظيمات الاسلامية المتطرفة بعد أعوام من الدلال والحماية التي وفّرتها لهم عديد البلدان جهارا نهارا ولا حسيب ولا رقيب..

 للتنويه فإنّ «فيون» اعتبر في كتابه أن «الاجتياح الإسلامي الدامي لحياتنا ينذر بحرب عالمية ثالثة». ولمواجهة هذا التهديد، يعتزم في حال انتخابه رئيسا فى 2017 «إعادة النظر جذريا في مبدأ سيادة الدولة» من خلال عدد من الإجراءات بينها بناء «جهاز استخباراتي فعال» ..

 ويطالب «فيون» بالترحيل الفوري دون إمكانية العودة للأجانب الذين يمثلون تهديدا لأمن البلاد، ولم يتردد حتى في إعادة مسألة إسقاط الجنسية التي تخلى عنها الرئيس فرانسوا هولاند إلى الواجهة.

 كما اقترح فيون «إسقاط الجنسية ومنع الفرنسيين الذين ذهبوا للقتال في صفوف الإرهابيين من العودة إلى تراب الجمهورية».

 في المقابل وفي خضم “لعبة” الانتخابات الفرنسية التي ما زالت تفصلنا شهور قليلة عن معرفة نتائجها حيث أنّ جولتي الانتخابات الرئاسية الفرنسية ستجريان يومي 23 أفريل  و7 ماي 2017 لا بدّ من التنويه بأنّ استطلاع للرأي تابع لمؤسسة هاريس انترأكتيف أظهر أن المرشح الفرنسي المحافظ فرانسوا فيون سيهزم بسهولة الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان في انتخابات الرئاسة..

 وقال الاستطلاع الذي أجري في اليوم الذي فاز فيه فيون بترشيح حزبه في انتخابات الرئاسة إن فيون سيفوز على لوبان بحصوله على 67 في المئة من الأصوات مقابل 33 في المئة للوبان.

وفي انتظار ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الفرنسية سواء كانت من نصيب ماري لوبان الزعيمة اليمينية الأكثر تطرّفا تجاه الإسلام بجميع أطيافه وبين المحافظ فرنسوا فيون الذي أعلن حربه ضد الإسلام “المتطرف”، في انتظار هذا يبقى السؤال حول مستقبل العلاقات الفرنسية الخارجية مع المسلمين العرب في الواجهة مطروحا الى ذلك الحين…

للمتابعة…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.