ذكرت شركة “إم إن جي” التركية لرحلات الطيران الخاصة أن كارلوس غصن، المدير التنفيذي السابق لشركة “رينو – نيسان”، استخدم إحدى طائراتها على نحو غير قانوني للفرار من اليابان.
وقالت الشركة، مساء الجمعة، إن أحد موظفيها اعترف بتزوير السجلات لاستبعاد اسم كارلوس غصن من الوثائق الرسمية دون علم الشركة، وهو ما سهل هروب غصن عبر إحدى طائرات الشركة، بحسب ما أوردت “روسيا اليوم”.
من جهتها نقلت وكالة “رويترز” قول الشركة: “استأجر عميلان مختلفان طائرتين من “إم إن جي”، مضيفة أن إحدى الرحلتين اتجهت من دبي إلى أوساكا ومن أوساكا إلى إسطنبول، والأخرى من إسطنبول إلى بيروت، وأكدت أنه لم تكن هناك صلة واضحة بين الرحلتين المستأجرتين.
من جهتها قالت صحيفة “صباح” التركية إن غصن وصل على متن طائرة شحن إلى مطار أتاتورك بإسطنبول، في صندوق آلة contrabass الموسيقية بين البضائع في الطائرة.
وأشارت إلى أن الادعاءات أفادت بأنه جرى نقل رجل الأعمال اللبناني مع فرقة موسيقية دخلت البيت الذي كان فيه لإحياء احتفال بمناسبة رأس السنة.
ولفتت النظر إلى أن غصن استقل طائرة رقمها “TC-RZA” انطلقت به إلى لبنان، وأن الأمن التركي يجري تحقيقات مع تسعة أشخاص منهم أربعة طيارين.
وأشارت إلى أنه تم نقل غصن بواسطة مركبة سارت مسافة 506 كم باتجاه مدينة أوساكا اليابانية، ومن ثم استقل طائرة، في 29 ديسمبر الماضي، تحمل الرقم “TC-TSR”، انطلقت به إلى مطار أتاتورك التركي.
وذكرت الصحيفة أن مدير عام شركة “MNG” للشحن، جان شاشماز، قام بالتقصي حول الحادث، ثم اصطحب محاميه وقدما بلاغاً للشرطة.
وكشفت الشرطة أن سيارة رمادية اللون تابعة لشركة “MNG” اقتربت من الطائرة “TC-TSR”، في الساعة 05:33، وبعد 5 دقائق بالضبط اقتربت السيارة ذاتها من باب الطائرة “TC-RZA”، مبينة أن شخصاً نزل من السيارة بسرعة.
وأوضحت السلطات التركية أنه بعد الفحص تبين أنه لا وجود لتسجيل دخول وخروج كارلوس غصن في تركيا، مضيفة أنه لا يوجد أي بيانات تخص غصن في كلا الطائرتين.
وكانت مصادر ذكرت أن كارلوس غصن، الرئيس السابق لشركة نيسان للسيارات، التقى الرئيس اللبناني ميشال عون بعد فراره الغامض من اليابان.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين مقربين من غصن أن “الأخير التقى عون بعد فراره من اليابان، حيث قامت شركة أمنية خاصة بتهريبه، رغم صدور قرار يفرض عليه الإقامة الجبرية”.
وأضاف أحد المصدرين أن الرئيس عون استقبل غصن بحرارة، الاثنين الماضي، بعد وصوله إلى بيروت قادماً من إسطنبول على متن طائرة، لافتاً إلى أن غصن صار يشعر بالابتهاج والأمان والقدرة على المواجهة.
وكشف المصدران أن غصن وجه الشكر لعون خلال لقائه به في الرئاسة؛ على ما حظي به هو وزوجته كارول من دعم أثناء احتجازه، وأضافا أن غصن حالياً في حاجة إلى حماية وتأمين من الحكومة بعد فراره من اليابان.
وأُلقي القبض على “غصن” في طوكيو عام 2018، حيث يواجه 4 اتهامات؛ بينها إخفاء الدخل، والتكسب من مدفوعات لموزعين للشركة في الشرق الأوسط.
وفي أعقاب ذلك أعلنت “نيسان” إقالة “غصن”، مشيرة إلى أن التحقيقات كشفت مخالفات مالية ارتكبها؛ بينها تحويل خمسة ملايين دولار من أموال الشركة إلى حساب مرتبط به.
وبرر فريق الدفاع عن “غصن” هذه الاتهامات بأنها نتيجة تواطؤ بين الادعاء العام ومجلس إدارة شركة نيسان؛ بهدف التخلص منه ومنع خططه لدمج الشركة مع “رينو” الفرنسية، التي كان “غصن” يتولى إدارتها أيضاً.
وعقب إلقاء القبض عليه أمضى “غصن” مدة طويلة قيد الاحتجاز، غير أنه أُفرج عنه حديثاً، لكن تحت قيود مشددة تشترط عدم مغادرته البلاد.