طهران تستغل كورونا لتصعيد العداء ضد أمريكا

الجريدة نت29 أبريل 2020
طهران تستغل كورونا لتصعيد العداء ضد أمريكا

رأى مجيد رفيع زاده، الباحث الأمريكي من أصل إيراني، ضمن موقع “غيستون” أن النظام الإيراني يستغل وباء كورونا لنشر معلومات مضللة، لدعم الصين وتكذيب الرواية الأمريكية، والأرجح تصعيد العداء لأمريكا.

وكشف موقع “غرافيكا” على وسائل التواصل الاجتماعي، أخيراً عن بدء “الاتحاد الدولي لوسائل الإعلام الافتراضية”، حملة تضليل إعلامي عبر وسائل التواصل حول تفشي فيروس كورونا.

وتميز هذا الاتحاد بغزارة إنتاجه، ويبث من خلال مواقع على الانترنت، وليس غبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويعتمد العمل في هذه المؤسسة على إنشاء أو نسخ محتوى يضخم الخطاب الرسمي الإيراني، ثم ينقلها إلى حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، فتطرح كأنها مواقع إخبارية مستقلة، أولصحافيين.

أمريكا طورت الفيروس
وحسب كاتب المقال، تتركز حملة التضليل هذه، على نشر الرواية التي تقول إن الحكومة الأمريكية طورت الفيروس الجديد، لخدمة مصالحها حول العالم.

ووفق تقرير غرافيكا، يزعم “الاتحاد الدولي لوسائل الإعلام الافتراضية”، أنه “ليس من باب الصدفة أن يستهدف الفيروس دولاً معادية لأمريكا، وعلى رأسها الصين، وإيران وبعض دول الاتحاد الأوروبي، ومنها إيطاليا”.

وأضاف “طغى على محتوى حساب الموقع على فيس بوك هجوم على ترامب، تماشياً مع النهج الرسمي الإيراني. كما شمل المحتوى دعماً لإيران والفلسطينيين. ويستغل الموقع كل فرصة لانتقاد السعودية والولايات المتحدة والحرب في اليمن. وينقل القائمون على الموقع محتواه حرفياً من مصادر إيرانية رسمية مثل برس تي في، وموقع المرشد علي خامنئي. ولكنهم ينشرون تقاريرهم دون نسبتها إلى مصدرها الأصلي”.

وحسب كاتب المقال، لا يهدف التضليل الإعلامي السردية المتعلقة بكورونا للتحريض ضد الولايات المتحدة، بل للتأثير سلباً على جهود المجتمع الدولي لمحاربة الفيروس.

وقالت لاورا كوبر، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لروسيا وأوكرانيا وأوراسيا، في بيان  في 13 أبريل: “تهدد تلك الرسائل الصحة العالمية لأنها تقوّض جهود حكومات وهيئات ومنظمات صحية تتولى مهمة نشر معلومات دقيقة حول الفيروس بين العامة”.

وحسب كاتب المقال، ليست هذه المرة الأولى التي تكشف فيها عمليات تضليل إعلامي للنظام الإيراني. وعلى سبيل المثال، كشفت شركة فاير آي، للأمن السيبراني، في غشت 2018 حملات تضليل إعلامي إيرانية واسعة النطاق.

وتعمل إيران، بالطبع، منذ عشرات السنين، على نشر معلومات مضللة عن برامجها النووية الصاروخية.

تحرك سريع
ووفق الكاتب، بعد نشر التقرير، تحركت بعض منصات التواصل الاجتماعي الضخمة سريعاً، وحذفت حسابات قيل إنها مرتبطة بالحكومة الإيرانية.

واضطر فيس بوك، على سبيل المثال، لإزالة “652 صفحة وحسابات مجموعات لتنسيقها سلوكاً زائفاً منشأه إيران، واستهدف أشخاصاً عبر عدة مواقع على الانترنت”.

كما تعرفت مواقع شعبية أخرى، مثل تويتر، على عدد من الحسابات “الزائفة” وحذفتها بعدما تأكدت أنها تعمل بوضوح من إيران.

وانشغل أصحاب تلك الحسابات بالترويج لروايات النظام الإيراني ومصالحه. وقال فيس بوك في 21 غشت 2018: “بناءً على معلومات وردت من فاير آي، بدأنا تحقيقاً، وحددنا مواقع إضافية وصفحات من خلال شبكتهم. وأصبحنا قادرين على ربط هذه الشبكة بوسائل إعلام إيرانية رسمية”.

مواقع بديلة
ويلفت الكاتب إلى أنه ما أن يفتضح أمر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو مواقع مرتبطة بحملات التضليل التي يديرها النظام الإيراني وتُزال، حتى تجد إيران، مواقع بديلة أو تنشئ حسابات جديدة لتواصل نشر دعايتها الرسمية.

ووسط تفشي فيروس كورونا وأزمة الصحة العالمية، يبدو أن النظام الإيراني لا يزال يعطي الأولوية الأولى لمثله الثورية وأجندته المعادية لأمريكا.

ولاتزال الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يلتزمان بالصمت على محاولات النظام الإيراني نشر معلومات مضللة، فضلاً عن سلوكياته الخبيثة الأخرى. 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.