قال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن جائحة «كوفيد-19» أزمة مزدوجة لأفقر الناس في العالم، وقد تلقي بما يصل إلى 115 مليون شخص في براثن الفقر هذا العام – وهي أول زيادة منذ عقود، داعياً بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر، إلى التضامن مع الناس الذين يعيشون في فقر، في جميع مراحل جائحة «كوفيد-19» وما بعدها.
وأضاف في بيان، اليوم السبت، أن أفقر الناس في العالم لديهم أعلى خطر تعرض للإصابة بالفيروس، وأقل إمكانية للحصول على الرعاية الصحية الجيدة، وتتعرض النساء للخطر بدرجة أكبر لأنهن أكثر عرضة لفقدان وظائفهن، وأقل احتمالاً للحصول على الحماية الاجتماعية
وفقاً للأمم المتحدة، تنتمي الغالبية العظمى ممن يعيشون تحت خط الفقر إلى منطقتين: جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وغالباً ما توجد معدلات الفقر العالية في البلدان الصغيرة والهشة وتلك التي تعاني من النزاعات.
وقال أنطونيو غوتيريش: «نحتاج إلى جهود استثنائية لمكافحة الفقر، وتتطلب الجائحة عملاً جماعياً قوياً«، ودعا أمين عام الأمم المتحدة الحكومات إلى ضرورة أن تعجل بالتحول الاقتصادي من خلال الاستثمار في تحقيق انتعاش أخضر ومستدام.
وتابع: «نحن بحاجة إلى جيل جديد من برامج الحماية الاجتماعية التي تشمل أيضاً العاملين في الاقتصاد غير الرسمي».
وتأسس اليوم الدولي للقضاء على الفقر بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1992.
وتقول الأمم المتحدة إن القضاء على الفقر بجميع أشكاله لا يزال يمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية. فعلى الرغم من أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع انخفض إلى أكثر من النصف بين عامي 1990 و2015، من 1.9 مليار نسمة إلى 836 مليون نسمة، فإن الكثيرين لا يزالون يكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية.
وتذهب تقديرات البنك الدولي إلى أن ما بين 40 و60 مليون شخص سيسقطون في براثن الفقر المدقع (أقل من 1.90 دولار للفرد في اليوم) في عام 2020، مقارنة بعام 2019، نتيجة لجائحة كورونا، وذلك تبعاً للافتراضات المتعلقة بحجم الصدمة الاقتصادية.
ويتوقع البنك الدولي أن ترتفع معدلات الفقر المدقع في العالم في عام 2020 لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً، حيث أدت الاضطرابات الناشئة عن جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19» إلى تفاقم قوى الصراع وتغير المناخ، التي كانت تُبطئ بالفعل من وتيرة التقدم المحرز في جهود الحد من الفقر.
وانخفض معدل الفقر المدقع في العالم من 10.1% في عام 2015 إلى 9.2% في عام 2017. ويعادل ذلك نحو 689 مليون شخص يعيشون على أقل من 1.90 دولارٍ للفرد في اليوم، وباستخدام خطوط الفقر الأعلى، كان 24.1% من سكان العالم يعيشون على أقل من 3.20 دولارات للفرد في اليوم و43.6% على أقل من 5.50 دولارات للفرد في اليوم في عام 2017.
وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد تيجاني محمد باندي، إن الفقر ليس مجرد نقص في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي، بل هو شعور مستمر من المحنة واليأس، وتدني احترام الذات، والإقصاء الاجتماعي، والاستبعاد من هياكل صنع القرار، وعدم المساواة في الوصول إلى العدالة.
ويقدّر تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدخل الأساسي المؤقت: حماية الفقراء والضعفاء في الدول النامية تكلفة توفير دخل أساسي مضمون ومحدود الوقت لـ2.7 مليار شخص يعيشون تحت خط الفقر أو فوقه مباشرة في 132 دولة نامية بنحو 199 مليار دولار شهرياً.
وبحسب البرنامج، فإن جائحة «كـوفيد-19» فاقمت من التفاوتات العالمية والوطنية القائمة أصلاً، وخلقت تفاوتات جديدة تصيب أكثر الناس ضعفاً؛ ودُفع ما يصل إلى 100 مليون شخص إلى براثن الفقر في 2020، وتضرر 1.4 مليار طفل بسبب إغلاق المدارس، وبلغت البطالة وفقدان مصادر الرزق مستويات قياسية؛ ويتوقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التنمية البشرية العالمية في طريقها للانخفاض هذا العام.