لقد كانت فاجعة وفاة الشاب زكرياء بغدادي ، هي الشرارة التي فجرت وعمقت ما يعانبه القطاع الحيوي والانساني كقطاع الصحة بفكيك ، المدينة التي تعاني نقصا حادا للموارد البشرية
زكرياء بغدادي شاب في العشرينيات من عمره ، نشيط وطموح ، لما لا وهو ابن رجل تربوي وجمعوي هو عمر بغدادي، هذا الرجل الذي راهن على العمل الجمعوي اعتبارا من ودادية تاشرافت وما الى ذلك من أنشطته المتميزة ، لكن شاءت الاقدار ان يفقد الاستاذ عمر ابنه وفلذة كبده زكؤياء بالمستشفى المحلي بفكيك، في ظروف مأساوية حيث غياب الطبيب الرئيسي ادى هذا الاهمال الى وفاة شاب ،في مقتبل العمر .
الجريدة حاولت الاتصال بالمستشفى المحلي بفكيك لكن فوجئنا بعدم الجواب ، إنها الفاجعة التي هزت ساكنة فكيك،وامام هذا الوضع الكارثي الذي يعيشه قطاع الصحة بفكيك ، استنكرت ساكنة المدينة هذه الظروف الماساوية التي تتخبط فيها المدينة ، من اقصاء وتهميش ، وهذه الاسباب كلها هي التي اضطرت الساكة الهجرة الى المدن الداخلية كوجدة والدار البيضاء والقنيطرة ، والى اوروبا هذه الهجرة الجماعية لساكنة فجيج ، لها مبرراتها الواقعية ،لان هذه الواحة تعاني مند فجر الاستقلال بعدم وغياب الاهتمام بالخدمات الاجتماعية وفي مفدمتها القطاع الصحي .
وبناء على هذه القناعة سيبقى يوم 25 يوليوز 2021 شاهدا على الرتابة والنمطية و الاقصاء والتهميش الذي تعيشه هذه المدينة التي لها تاريخ مشرف ، بناء على التميز الذي تعرفه واحة فجيج في التراث التاريخ والحضارة ، هذا فضلا عن المكانة الاعتبارية لشبابها ونسائها وأسطولها الجمعوي والتعاوني ، كيف يعقل لمدينة التي انجبت محند الموساوي وعابد اجابري ، أن يطالها التهميش والتسيب في مجال اقل ما يقال عليه هو قطاع إنساني
لقد كانت وفاة الشاب زكرياء بغدادي هي بمثابة الشرارة التي فجرت كل المحن و الاشكالات في مجالات مختلفة ، حصوصا في المجال الاجتماعي ، فقد نظمت الساكنة يوم 26 يوليوز وقفة احتجاجية جراء التسيب الذي تسبب في وفاة شاب كله طموح وحيوية ، فقد تكبد رحمه الله عليه مشقة السفر ليجتمع مع والديه ليتقاسم مع العائلة فرحة العيد ، لكن العيد اصبح حزنا ومأساة وفاجعة ، فكفى من الاستهتار والتسيب إننا ننتمي لوطن واحد ، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس الذي قال في خطابه التاريخي سننة 2017 بمناسة السنة التشريعية :
” إننا نؤسس لمقاربة ناجحة ،ولمسيرة من نوع جديد …إن المشاكل معروفة ، والأولويات واضحة، ولا نحتاج إلى المزيد من التشخيصات..فقد وقفنا أكثر من مرة على حقيقة الأوضاع ، وعلى حجم الإختلالات ، التي يعرفها جميع المغاربة… إن المغاربة اليوم يحتاجون للتنمية المتوازنة والمنصفة ، التي تضمن الكرامة للجميع وتوفر الدخل وفرص الشغل ، وخاصة للشباب ، وتساهم في الإطمئنان والإستقرار ، والإندماج في الحياة المهنية، والعائلية والإجتماعية، التي يطمح إليها كل مواطن” .
ان التنمية الحقيقية تتجلى في الصحة والتعليم والتشغيل والعدالة الاجتماعية .
إعــداد مصطفى بوبكر