قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن جهود البلدان العربية في تأهيل نظام بشار الأسد في سوريا ستفشل، مشيرة إلى أن هذه الجهود تعتبر نكسة للمصالح الأوروبية وتبريراً للتدخل الإيراني والروسي.
وفي مقال بعنوان “جهود العرب لإعادة تأهيل الأسد ستمنى بالفشل”، قالت الكاتبة لرولا خلف، إن الأمر قد يبدو غير هام على الخارطة الجيوسياسية العالمية مقارنة بالحرب التجارية والحركات الشعوبية والإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة والفوضى السياسية في بريطانيا، إلا أن القلة لاحظوا تراجع إعادة تأهيل العرب للديكتاتور السوري بشار الأسد.
وأضافت خلف في المقال التي نشرته الصحيفة البريطانية أن الأمر بحاجة لأكثر من ملاحظة هامشية، لأنها تعتبر نكسة مهينة للمصالح الأوروبية في الشرق الأوسط وتبريراً للتدخل الإيراني والروسي، بحسب ما ذكرت “BBC” اليوم الثلاثاء.
وتابعت بالقول إن “الديكتاتور الذي قتل وعذب وألقى الغازات السامة على مئات الآف من السوريين كما أجبر الملايين على الهجرة والنزوح، لم يعد إلى الحضن العربي بشكل كامل”.
وأشارت إلى أن المحادثات حول إعادة سوريا إلى الجامعة العربية ما زالت موضوع نقاش واختلاف بين الدول الأعضاء، إلا أنه سيعود إليها قريباً.
وأردفت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الذي دفع العرب لإعادة العلاقات مع سوريا منذ التصديق على قرار سحب القوات الأمريكية منها، إذ أنه بعد وقت قليل من الإعلان في ديسمبر الماضي عن الانسحاب، قامت دولة الإمارات، التي كانت في السابق من الدول المشاركة في الائتلاف ضد الأسد، بالإعلان عن نيتها فتح سفارة في دمشق.
كما أعلنت البحرين عن فتح سفارتها أيضاً في سوريا، في حين تقول تقارير إن السعودية ستدعو إلى إعادة العلاقات مع سوريا قريباً.
وقالت الصحيفة إنه لن ينصدم أحد إن اتخذت الدول الخليجية قراراً بتمويل مشروع لإعادة إعمار سوريا، مشيرة إلى أن ترامب توقع ذلك، إذ غرد على توتير أن السعودية وافقت على إنفاق ما يلزم لإعادة إعمار سوريا، لكن الأخيرة نفت الأمر جملة وتفصيلاً.
وأكدت “فايننشال تايمز” أن الأسد لن يقبل بأي تسوية الآن، بل سيقوم هو وحلفاؤه الإيرانيون بالاستفادة من التمويل لإعادة تعمير سوريا وسيتجاهل أي مطالبات مصاحبة لها.
وختمت بالقول إن “بعض الديكتاتوريين قد يقبلوا بالتوصل إلى حل وسط، إلا أن الأسد ليس واحداً منهم”.