ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، إن هناك إدراكاً في إسرائيل وفي لبنان، أن الأحداث تشير إلى اقتراب نشوب صراع شامل في المنطقة، وذلك بعد الهجوم الذي استهدف أجهزة الاتصال لدى تنظيم “حزب الله” اللبناني، ما تسبب بمقتل وجرح أعداد كبيرة من أعضاء التنظيم والمدنيين في لبنان.
وتناولت الصحيفة الإسرائيلية الانفجارات التي تجددت في عموم لبنان أمس، وسقوط موجة جديدة من الضحايا، ما يشير إلى أن الوضع لا يهدأ، وما يزيده تفاقماً انهيار المستشفيات في كافة أنحاء البلاد بسبب آلاف الجرحى، موضحة أن 300 منهم في حالة خطيرة، بينما خرج وزراء الحكومة في مؤتمرات صحفية وسط حالة من الفوضى، نفوا فيها علناً الهجوم المنسوب لإسرائيل، لكنهم عبروا أيضاً عن مخاوف لبنان الكبيرة من توسع الحرب.
عوامل مقلقة
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية تحت عنوان “ضربة قاضية بلا قرار.. حزب الله سقط على الألواح.. لكنه سيعرف كيفية التعافي”، إلى أن مقربين من حزب الله، زعموا الليلة الماضية، أن الاضطراب الشديد الذي يعيشه التنظيم ينبع من 4 عوامل على الأقل تقلقهم، الأول هي عمق الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي مما يثير مخاوف جدية بالنسبة لهم، من أن هناك متعاونين نشطين في دائرة قيادة التنظيم، والثاني الإنجاز التكنولوجي المذهل، والثالث، السرعة التي أدركت بها إسرائيل أن التنظيم تخلى عن الهواتف المحمولة التي يمكن تعقبها، لصالح أجهزة تبدو غير قابلة للاختراق، وتمكنت من التعامل معها أيضاً،
والرابع، الإدراك بأن إسرائيل، سواء تصرفت هذا الأسبوع وفق خطة مسبقة أم لا، فهي لم تعد تعتبر نفسها ملزمة بالمعادلات، وقواعد الخرق التي أملاها نصرالله منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول).
ووفقاً للصحيفة، تشير التقييمات إلى أن حزب الله لن يكون قادراً على احتواء هذا الحدث الدراماتيكي، وسيكون عليه أن ينتج رداً ملموساً ضد إسرائيل، مما سيسمح له بالخروج من الحرج وإزالة العار أو تجديد ميزان الردع الذي تم القضاء عليه بالكامل في الهجوم الذي استهدف أجهزة الاتصالات.
الانتظار قد يطول
وتقول يسرائيل هيوم، إن انتظار رد حزب الله قد يطول، ليس فقط بسبب صعوبات الاتصال داخل التنظيم التي نشأت في أعقاب الهجوم، وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه لم يُهزم ويعرف كيف يتعافى، ولكنه يحتاج في الغالب إلى وقت لإعادة ترتيب صفوفه.
بداية الحرب الكبرى
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، تدرك إسرائيل ولبنان أن الأحداث الدراماتيكية التي وقعت هذا الأسبوع، وردود فعل حزب الله المتوقعة، إلى جانب تلاشي فرصة وقف إطلاق النار في غزة وعودة الرهائن، تقرب من احتمال نشوب صراع شامل من شأنه جر المنطقة إلى صراع إقليمي، مستطردة: “ربما تكون هذه الحملة هي الأكثر صعوبة وتعقيداً في تاريخ إسرائيل، ومن المهم أن يقودها أشخاص مجهزون بأقصى قدر من الخبرة العسكرية وطموحات شخصية أقل”.
هل يشعل هجوم البيجر حرباً إقليمية كبرى؟
محمد طارق