ومن المرجح أن تتوقف هذه الميليشيات عن ربط نفسها بداعش خلال عام 2018. ويمكن ان تواصل عملياتها في معاقلها لكن قد تتوزع على مجموعات متطرفة باسماء جديدة أو تستعيد أسماءها القديمة مثل بوكوحرام في شمال نيجيريا وأنصار بيت المقدس في مصر.
الضربة القاضية
وأضاف أن من المحتمل جداً أن يشهد عام 2018 بروز تنظيمات باسماء جديدة حيث برز داعش نفسه. ولكن الضربة القاضية لداعش ستكون عندما يتم اعتقال أبو بكر البغدادي أو تأكيد موته. وفي هذه الحال لن يتوانى خلفه من إعلان نفسه “خليفة” كما فعل البغدادي.
القاعدة…كيان رمزي
ورأى أنه منذ مقتل أسامة بن لادن، تحول القاعدة إلى كيان رمزي من دون أية هيكلية تنظيمية. أخفق زعيم التنظيم المفترض أيمن الظواهري في اقناع قواعد هذه الميليشيا بموقعه. وخلال 2017، كان ثمة اعتقاد أن القاعدة ستشهد إعادة ولادة وافترضت التوقعات أن حمزة بن لادن سيكون الزعيم المقبل الذي سيشكل مصدر إلهام لجيل جديد من المتطرفين، وسيكون قادراً على إحياء الميليشيا. ومع ذلك، وباستثناء بعض الصدامات التي حصلت على مواقع التواصل بين المتطرفين، فإن عام 2018 لم يشهد أيه تطورات ميدانية تجعل القاعدة يستعيد قدراته التي بدأ بها الألفية.
وهكذا فإن القاعدة اليوم هو جثة هامدة. لكن يمكن أن يعاد إحياؤه في عام 2018 بشرط واحد: الدعم الإيراني. وقد يبحث الحرس الثوري الإيراني عن طريقة لإحياء الوحش القديم لإبقاء الدول في المنطقة مشغولة وتناسي دولة ولاية الفقيه. وقد يشكل ذلك خطراً كبيراً على المنخرطين في إعادة ترميم التنظيم. المؤامرة واضحة ويمكن أن تعقد الوضع أكثر بالنسبة إلى طهران بسبب الشكوك في علاقاتها بالمناطق الساخنة في المنطقة.
التحريض الطائفي
وأشار إلى أنه في عام 2017، وصلت الميليشيات المدعومة من إيران إلى ذروة القتال في العراق وسوريا واليمن ولبنان، مؤكداً أن الدعم الإيراني التسليحي لهذه الميليشيات غير محدود، وتالياً بات العنف الذي تمارسه هذه الميليشيات غير محدود. ونقطة الضعف لدى هذه الميليشيات هي أنها تعتمد على التحريض الطائفي والمعارك.
وفي عام 2018، ستواجه هذه الميليشيات مرحلة حاسمة تقرر وجودها. وفي اليمن، باتت ميليشيا الحوثي معزولة تماماً عن كل العناصر اليمنية القبلية والمجتمع السياسي. وفي العراق، ليس للحشد الشعبي من عدو واضح بعد انهيار داعش، ويمكن لهذه الميليشيات أن تلتحق بالتيار السياسي العام عبر الانتخابات المقبلة، لكن هذا سيجعلها غير قادرة على الحصول على الدعم الإيراني أو ممارسة عنف غير محدود.
العراق وسوريا
وقد تؤدي دولة يحكمها القانون في بغداد إلى مساءلة قادة الحشد الشعبي بتهم الفساد وتلقي أموال إيرانية. وبالنسبة إلى سوريا، حيث صعدت الميليشيات الإيرانية من عنفها تحت غطاء من نظام الأسد، فإن مصيرها يعتمد على الإرادة الروسية والصراع المعقد على السلطة بين شركاء فاعلين في الملف السوري (أمريكا وتركيا وإيران). ومن المؤكد أن ذلك سينعكس على دور حزب الله اللبناني، الذي يتدخل بكثافة في الساحة السورية مخاطراً باحتمال نشوب مواجهة دولية أكبر من قدراته.