ويقول الكاتب التركي إن حليفين ضمن الناتو، الولايات المتحدة وتركيا، حاربا سوياً خلال الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي، يبدوان حالياً في حالة تصادم، وفي ظل مشاركة روسية ثقيلة، بسبب بلدة سورية تسيطر عليها مجموعة مسلحة تعتبرها تركيا تنظيماً إرهابياً.
على مرمى النيران
ويشير يتكين إلى أن عفرين شديدة القرب من الحدود التركية، ولذا فهي اليوم على مرمى نيران المدفعية التركية من جهتي الشمال والغرب. ويحمل التنظيم الذي سيطر على عفرين بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011، اسم حزب الاتحاد الديموقراطي ( PYD ) الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني ( PKK) الذي يحارب الدولة التركية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وتصنفه الولايات المتحدة كتنظيم إرهابي.
تجاوز اعتراضات
ويقول الكاتب إن القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) بدأت، منذ عام 2014، باستخدام وحدات حماية الشعب الكردي( YPG ) الجناح العسكري لحزب PYD، كقوة برية في الحرب ضد داعش في شرق سوريا، بالرغم من احتجاجات قوية من قبل الحكومة التركية. ومن أجل تجاوز اعتراضات أنقرة، فضلت الإدارة الأمريكية في عهد باراك أوباما، ثم مع رئاسة دونالد ترامب، عدم ذكر اسمي YPG أو PKK، بسبب ارتباطاتهما العضوية. وبدلاً منه، فضلت الإدارتان استخدام اسم قوات سوريا الديمقراطية( قسد) وهي مجموعة كردية مسلحة تدعمها سينتكوم. وقبل أيام، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الأمريكيين “لا يستطيعون خداع تركيا بهذا الاسم التجميلي”.
سببان
ويذكر يتكين سببين يجعلان من عفرين مدينة هامة لدرجة تدفع كلاً من تركيا والولايات المتحدة لتعريض علاقاتهما للخطر بشأنها.
ويقول الكاتب إنه بالنسبة لتركيا يعود الاهتمام بعفرين لما قبل الحرب الأهلية السورية. فقد استخدم PKK عفرين وجبال آمانوس على طول القسم الشمالي – الغربي من الحدود بين تركيا وسوريا كأحد أهم مواقعه ونقاط تسلل مقاتليه لتنفيذ عمليات في تركيا. وقد هاجم PKK، في عام 2010، موقعاً بحرياً في اسكندرون، مما أدى لقتل 7 جنود أتراك، كما هاجم موقع دورتيول المجاور، وقتل أربعة رجال شرطة. وتم إلقاء القبض على المشتبه بهم في عام 2012، في ميناء مرسين على البحر المتوسط.
نشر قوات
وتقول مصادر أمنية تركية إنه في أعقاب التعاون بين الولايات المتحدة وحزب YPG في شرق سوريا، وبمحاذاة الحدود بين تركيا والعراق، بدأ PKK بنقل مسلحين مدربين من مقره الرئيسي في جبال قنديل في العراق إلى سوريا. وبحسب تلك المصادر التركية، تم، خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، نشر 500 مقاتل من هؤلاء في منطقة عفرين (والتي يسميها PKK باسم كانتون عفرين)، بهدف تدريب مقاتلي YPG على استخدام أسلحة يقدمها كل من القوات الأمريكية والروسية في سوريا.
جيب قوي
ويشير يتكين لخشية تركيا من تمكن الأكراد من إقامة جيب قوي لهم في كل من عفرين وإدلب تحت قيادة PKK ،YPG.
وأما السبب الثاني، بحسب الكاتب، فهو يأتي بسبب مواصلة تشكيل ممر تحت سيطرة PKK من جبال قنديل في العراق نحو منطقة عفرين القريبة من الحدود التركية.
وأما عن سبب المعارضة الأمريكية الشديدة لأي عمل عسكري تركي ضد YPG فهو يأتي من باب الخشية من تعرض قوات أمريكية متواجدة في المنطقة للخطر، وخاصة أنها ستبقى هناك، إلى أجل غير مسمى، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، تيلرسون، في 17 يناير( كانون الثاني).
تعجيل بإنهاء الحرب
كذلك، يشير يتكين لقلق روسي حيال العملية التركية في عفرين لأن موسكو تريد إنهاء الحرب السورية، فوراً قدر الممكن، مع السعي للتوصل لشكل من الاتفاق قبل الانتخابات الروسية المقبلة في إبريل ( نيسان)، بما تمثله من أهمية كبرى بالنسبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وبرأي الكاتب، الوضع في الشمال السوري شديد التعقيد، وذلك ما يجعل تركيا والولايات المتحدة يخاطران بتحالفهما من أجل السيطرة على بلدة سورية صغيرة.