أشار مورو إلى أنّ ما قاله ترامب هي انتصار كبير لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون الذي يتمتع بعلاقات طويلة الأمد مع النظام القطري تعود إلى عهد ترؤسه شركة أكسون موبيل. وأوضح الباحث أنّ مسؤولين في شركة تيليرسون كانوا أعضاء في مجلس الأعمال الأمريكي القطري، يزاملون مسؤولين من الجزيرة وهي شبكة ناطقة باسم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وحماس.
وزارة تيلرسون تستضيف الإخوان
حين ساءل الرباعي الدولة القطرية لرعايتها الإرهاب وتقربها من إيران، اصطفت وزارة خارجية تيليرسون مع قطر وناقضت موقف رئيس البلاد الذي دعم إجراءات المقاطعة. ويعارض تيليرسون بالطبع تصنيف الإخوان المسلمين المدعوم قطرياً كمنظمة إرهابية أجنبية. بالنظر إلى مواقف وزير الخارجية الأمريكي، لم يكن مفاجئاً أن يكون مشروع كلاريون أول من تحدث عن استضافة وزارة الخارجية تحالفاً من مجموعات إخوانية وهو المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية. واعترفت الوزارة لاحقاً بالاجتماع وقد أضافت حتى بعض التفاصيل لجعل الأمر أكثر سوءاً مشيرة إلى أنّ مسؤولي المجلس اجتمعوا بعدد من مسؤولي الوزارة على مختلف المستويات وفي مكاتب مختلفة في الوزارة.
إستقبال بالسجاد الأحمر
بتعبير آخر، إنّ مجلساً إسلامياً على صلة بالإرهاب حصل على استقبال فوق السجاد الأحمر في وزارة الخارجية الأمريكية. وفي الوقت نفسه، كانت منظمات مسلمة أصغر حجماً لكن ديموقراطية ومدنية مثل تيار الإصلاح المسلم، المنتدى الأمريكي الإسلامي للديموقراطية ومجلس المسلمين المواجهين للغد، لا تزال تنتظر جواباً على طلبها من الوزارة إعادة استقبالهم. ويضيف مورو أنّه مهما يكن الذي جرى في تلك الاجتماعات، فقد كان أمراً مطرباً لآذان الإسلاميين. وقال أمين عام المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية أسامة جمّال إنّهم “تشجعوا بفضل الحوار البنّاء داخل وزارة الخارجيّة”. لكنّ النظام القطري لم يتكل فقط على هذه الوزارة لتحقيق أهدافه.
الأموال القطرية لكسب ودّ اليهود
أنفقت قطر الأموال على مجموعات ضغط لها صلات قوية مع حملة ترامب الانتخابية. لقد وقعت عقداً بقيمة 50 ألف دولار لمحاولة كسب دعم لها بين الأمريكيين اليهود معتقدة أنّ رسالة وشبكة علاقات صحيحتين يمكنهما أن تجعلا اليهود ينسون رعاية قطر للمجموعات الجهادية اللاسامية والإبادية التي تريد تدمير إسرائيل ومن بينها ما له كلام إيجابي بحق هتلر وآراء نافية لحصول المحرقة.
وكان نِك موزين أحد الذي عملوا لصالح قطر، وهو شغل منصب مستشار بارز للسيناتور تيد كروز المقرب من إسرائيل واليهود الأرثوذكس. لكن في حين أنّ كروز هو أحد أكبر أعداء قطر، مع اقتراحه قانون تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية وتمريره إلى الكونغرس، يبدو أنّ الأموال القطرية يمكن أن تكون مقنعة جداً لمستشاره البارز. لقد نظم موزين زيارة إلى قطر من قبل قادة يهود أمريكيين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تضمنت لقاء مع أمير البلاد. في الوقت نفسه تقريباً، زار شقيق الأمير نيويورك حيث التقى بزعماء يهود.
ويمكن أن تكون وزارة الدفاع قد حثت ترامب على تغيير موقفه، بسبب أهمية قاعدة العديد في قطر. “إذا كانت هذه هي المسألة حقاً، فإنّه من العبثي تماماً أن نترك قطر تحتجزنا كرهائن مستخدمة قاعدتنا الخاصة بنا”. يتابع الباحث فيشير إلى أنّ القاعدة الأمريكية يجب أن تعني أنّ قطر هي التي تعتمد على أمريكا لا العكس، لأنّ هذه القاعدة هي أكثر أهمية لنجاة قطر ممّا هي بالنسبة إلى واشنطن. بناء على ذلك، هناك خيارات أخرى أمام واشنطن التي عليها أن تُخبر قطر بهذا.
لا دليل يبرّئ قطر من تصنيعها للتطرف
لا يمكن إنكار رعاية قطر السخية للإرهاب وخدمتها كمصنع للأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة، وهي أكبر من أن يتمّ تجاهلها أو التقليل من شأنها. لا يوجد ما يمكن تسميته بالانتصار على التطرف الإسلامي في سوريا وليبيا وأفغانستان وغيرها، من دون إنهاء دعم قطر للأعداء. هنالك أربعة أعضاء جمهوريين من الكونغرس وهم جيم بانكس ورون دي سانتس وسكوت بيري وروبرت بيتنج يطالبون بنشر صفقة سرية لمكافحة الإرهاب بين وزارة الخارجية الأمريكية وقطر في يوليو (تموز) الماضي. كما يتبين، إنّ الاتفاق السري هو الذي دفع سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هالي كي تكتب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أنّ “حكومة قطر لا تمول حماس” بشكل يناقض شهادتها هي نفسها في يونيو (حزيران) الماضي عن كون الدوحة “تمول حماس”.
أمّا الآن، لا يوجد دليل “على الإطلاق” كما يؤكد مورو على أنّ قطر قد قلصت جوهرياً دعمها للإرهاب أو وصلت إلى أي مرحلة قريبة حتى من استحقاقها لإشادة ترامب بها أو تبرئة هالي لها.