مع اقتراب موعد التصويت على مستضيف مونديال 2026 وانحصار الصراع بين المغرب والثلاثي الأمريكي الشمالي بدت تطفو إلى السطح إرهاصات عراقيل قد ترمي بالملف العربي خارج دائرة المنافسة.
واتضح ذلك جليا بعد تمرير الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا خلال اجتماعه الأخير في العاصمة الكولومبية بوغوتا نظام التنقيط الجديد “Task Force”، إذ ستعتمد اللجنة التي شكلها الفيفا والمكونة من خمسة أعضاء بينهم نائبان للأمين العام هما ماركو فيليغر، والدولي الكرواتي السابق زفونيمير بوبان، آلية المراقبة الدقيقة للملفات المرشحة لاستضافة مونديال 2026، والصرامة.
وبين المعايير الجديدة أيضا التي سيأخذها تقييم “Task Force” بعين الاعتبار، أن يقطن المدن المرشحة لاستضافة مباريات مونديال 2026 تعداد سكاني لا يقل عن 250 ألف نسمة، إضافة إلى ضرورة استقبال مطارات البلد المرشح لـ 60 مليون مسافر على الأقل سنويا.
وستزور اللجنة الخماسية التابعة للفيفا المغرب يومي 17 و18 من أفريل الجاري، للوقوف على المنشآت الرياضية، والبنى التحتية من فنادق ومستشفيات، ومطارات وتجهيزات أخرى، على أن تقوم بتنقيط الملف المغربي ما بين 1 و5 نقاط، قبل الحسم في إمكانية استبعاده تلقائيا إذا اعتبرته لا يستجيب لدفتر تحملات الفيفا أو الترخيص له بالمرور إلى مرحلة التصويت النهائي.
وسيخضع الملف الثلاثي الأمريكي المشترك ويضم الولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك وكندا للعملية ذاتها، إلا أنه من المستبعد جدا أن يقصى مباشرة نظرا للمرافق الرياضية الهائلة والبنى التحتية الضخمة التي تمتلكها الدول الثلاث، خلافا للمغرب الذي يسابق الزمن لتوفير وتلبية كل متطلبات الفيفا.
وأثارت التعديلات الجديدة استنكار وامتعاض الشارع المغربي، خاصة أن اللجنة المغربية المكلفة بتنظيم مونديال 2026 لم يتم إخبارها بهذه التعديلات وبآليات عمل لجنة التنقيط إلا في اللحظات الأخيرة، الأمر الذي لا يمنح المغرب إلا وقتا ضيقا للاستجابة لشروط الفيفا قبل الزيارة التفقدية لأعضاء اللجنة المذكورة للمملكة.
ويعتبر بعض المهتمين بالشأن الكروي في المغرب نظام التنقيط الجديد واللجنة الخماسية المعينة التي لا تخضع استنتاجاتها للطعن بمثابة “فيتو” من الفيفا للحيلولة دون وصول الملف المغربي إلى مرحلة التصويت النهائي، بينما وجه آخرون أصابع الاتهام للمسؤولين عن الملف الثلاثي الأمريكي، واتهموهم بالسعي إلى قطع الطريق أمام الملف الإفريقي وإبعاده عن السباق مبكرا من خلال استغلال نفوذ “اللوبي الأمريكي” في أعلى سلطة كروية في العالم.
الإقصاء المبكر للملف المغربي (في السادس من جوان) قبل مرحلة التصويت النهائي في المؤتمر 68 للفيفا والذي سيعقد في العاصمة الروسية موسكو، في 13 من جوان المقبل، سيشكل بلا شك ضربة موجعة لبلد سبق له وأن خسر رهان احتضان بطولة كأس العالم 4 مرات (1994، 1998، 2006 و2010).
كما سيعري ذلك الكثير من الحقائق حول “الحياد” في اختيار مستضيف كأس العالم الذي تبناه رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو منذ تسلمه دفة القيادة، وسيتأكد بالملموس أن الاختيار الذي كان في عهد الرئيس السابق جوزيف بلاتر بيد 24 عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا، لم ينتقل إلى الاتحادات الـ211 المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم كما يروج له إنفانتينو، بل بات من صلاحيات لجنة لم تنتخب، وإنما تتكفل الفيفا بتعيينها.