على الرغم من أن النظافة حث عليها الرسول بأحاديث كثيرة قبل 1400سنة، والمسلمون في أرجاء المعمورة يعون ويفهمون ويدركون جيدا أهمية النظافة، فما بال أراضي المسلمين تشكوا من الأوساخ والنفايات؟!، رغم التقدم والتطور الذي طال جميع البلدان العربية؟. ولماذا أين ما وليت وجهك في مدينة الدرالبيضاء ترى النفايات مكومة بأطراف الشوارع وأركانها؟!. وفي الأعياد تمتلئ المتنزهات والساحات العامة بمناديل التنظيف وقناني الماء الفارغة وأغلفة الحلويات وغيرها من الأوساخ التي تشوه منظر المكان رغم توفير سلال المهملات؟!.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (النظافة من الإيمان) والنظافة تنقسم الى قسمين الأول: نظافة النفس من الذنوب والنزوات والمحرمات وكل أمرٍ لا يرضي الله، وعلى المؤمن أن يزيل كل هذه الأوساخ بالتعوذ من الشيطان والاستغفار والتوبة النصوحة الصادقة.
ثانيا: نظافة البدن والملابس وكذلك المحافظة على نظافة البيت والشارع والأماكن العامة وكل مكان يتواجد فيه الإنسان يجب أن يكون حريصا على نظافته .
وقد ذهب بعض العلماء في تفسير قول الرسول (ص) وأنا اتفق معهم عليه وهو (النظافة من الأيمان أي: الإيمان بأهمية النظافة ولهذا نجد دول الغرب تتمتع شوارعها بالنظافة بسبب التأكيد على أهمية ذلك في مفهوم الفرد منذ الصغر إضافة الى اهتمام الدولة بهذه الامور والعكس نجده عندنا في الدارالبيضاء.
كذلك من أسباب تراكم النفايات في أحياء وشوارع الدارالبيضاء هو عدم وجود نظام متطور وآليات حديثة للتخلص من النفايات أي عملية (تدوير النفايات وإعادة تصنيعها) كما هو معمول به في الدول المتقدمة للتقليل من مخاطرها والاستفادة منها بالوقت نفسه .
مما يجعلنا نرمي النفايات في الأماكن المأهولة بالسكان او قريبة على المناطق السكنية وهذا يجعل الكثير من العوائل الفقيرة تعتاش على النفايات من خلال التنقيب فيها ورعي الحيوانات .
بالله عليكم هذه العوائل التي تعتبر التنقيب في النفايات إحدى وسائل الدخل كيف ستعلم أولادها المحافظة على النظافة ورمي النفايات في الأماكن المخصصة ؟!.
في سنغافورة تفرض ضريبة منذ سنين على كل شخص يبصق في الشارع وكذلك منعت اللبان (العلكة) خوفا من ان يرميها الناس في الشارع وعند إزالتها يترك اثر وأصبح الموطن ليس فقط ملزما بوضع قمامته في الأماكن المخصصة وحسب وإنما يقوم بالفصل الإجباري وخلافه أنواع القمامة ويغرم في حالة الخلل، ولعل البعض يتساءل ما هو الفصل الإجباري للتوضيح يقصد به وضع الورق والكارتون وما شابه ذلك في كيس ووضع المعادن والبلاستك في كيس والزجاج وما شابهه في كيس من اجل سهولة عملية الفرز في معامل التدوير.
وطبقت الحكومة هذه القرارات وغيرها والتزم الشعب به لذلك تعد سنغافورة من أنظف وأجمل بلدان العالم وعملية الفصل الإجباري طبقت في دول كثيرة فالغرامات والعقوبات التي تفرض على من يلوث البيئة ويشوه جمالية البلد كانت من بواكير القوانين في تلك الشعوب .
ونحن الى يومنا هذا لا توجد لدينا قواعد صارمة ومشددة يلتزم بها المواطن ويطبقها لكي تصبح بمرور الزمن ضمن الروتين اليومي وعادة يستسهلها ويعلم أولاده عليها .
ختاما، في الوقت الذي تتسابق به دول العالم لاستحداث تكنولوجيا ووسائل متطورة لتحويل النفايات الى منتجات جديدة واقل ضرار على البيئة، لا تزل دوائر البيئة في الدارالبيضاء وباقي المدن المغربية تستخدم الطرق القديمة في التخلص من النفايات ولا يوجد قانون مطبق بشكل صحيح وعادل على ارض الواقع يرغم المواطن بالالتزام والمحافظة على نظافة مدينته .
الدارالبيضاء لازالت تعاني من تراكم النفايات في اغلب شوارعها الرئيسية وحتى الفرعية وتزداد هذه النفايات في الأحياء الشعبية والسبب هو عجز مجلس جهة الدارالبيضاء في أدارة ملف النفايات بشكل صحيح وصعوبة تطبيق القانون.
وتكمن بعض الحلول في تطبيق فرض الغرامات بطريقة مشددة في جميع أنحاء المدينة والسعي الحقيقي للقضاء على هذه الظاهرة من خلال الإرشاد والدورات التثقيفية وتكثيف مادة أعلانية مؤثرة بجميع وسائل الإعلام لغرس هذه الثقافة والمفهوم في عقول الجميع.