شهدت العاصمة الجزائرية، اليوم الجمعة، تظاهرات شعبية حاشدة، احتجاجاً على استمرار بقاء رموز النظام السابق، والمطالبة برحيلهم ومحاكمة المتورطين منهم بالفساد، وذلك تزامناً مع الذكرى الـ57 لاستقلال بلادهم عن فرنسا.
وردد المتظاهرون شعار “تحيا الجزائر” وهو الشعار الذي كان الأكثر تداولاً في يوم استقلال الجزائر عن فرنسا في 5 يوليو 1962.
وحصلت الجزائر على استقلالها بعد ثورة تحريرية انطلقت في الأول من نوفمبر 1954، لتنهي استعماراً فرنسيا للبلاد استمر منذ 5 يوليو 1830 (132 عاماً).
وتمركز المتظاهرون بكثافة في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة رافعين شعارات تطالب بالتغيير والاستجابة لمطالب الشعب، في حين تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر آلاف المشاركين في التظاهرات.
ووصل الآلاف من المتظاهرين إلى وسط العاصمة، رغم وضع الأجهزة الأمنية الكثير من الحواجز.
وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن المتظاهرين أجبروا طوقاً من عناصر الشرطة، الذين يضعون الخوذات ويحملون الدروع، على التراجع بعدما كانوا يقفون على بعد أمتار من ساحة البريد.
ورفعت لافتات بالعاصمة تتضمن مطالب بعودة السيادة إلى الشعب، وبناء دولة ديمقراطية واجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية، التي نص عليها بيان الأول من نوفمبر 1954، والذي كان بمنزلة الضوء الأخضر لانطلاق ثورة التحرير.
وردد متظاهرون شعارات داعمة لخريطة الطريق والحوار الشامل من دون إشراك الجيش، وهيئة مستقلة لتنظيم ومراقبة وإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.
وعلى الطرف الآخر اعتبر متظاهرون من خلال شعاراتهم أن ورقة طريق بن صالح “لا تقود فعلاً لتغيير النظام، وتركز فقط على الانتخابات الرئاسية”.
وفي هذه الجمعة يدخل الحراك الشعبي شهره الخامس، وذلك منذ انطلاقه في 22 فبراير الماضي، للمطالبة بالتغيير الجذري لرموز النظام السابق.
ومنذ انطلاق الحراك الشعبي قبل أسابيع رفع متظاهرون أعلاماً بالأصفر والأخضر يتوسطها رمز للأمازيغ، تعرف بأنها أعلام لأمازيغ شمال أفريقيا، بهدف التعبير عن هوية أصحابها.