وجهت وزارة الداخلية تعليمات إلى المسؤولين التابعين لها المنتشرين على صعيد المملكة بمنع بيع وخياطة البرقع، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعاً في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي وفي صفوف المنتمين إلى التيار السلفي، من دون أن تُوضح إن كانت ستمنع لبسه في الشارع العام أم لا.
في الدار البيضاء، والتي تُعرف بانتشار أسواق الجملة، شرعت السلطات المحلية في حملة واسعة من أجل مراقبة المحلات التجارية المعروفة ببيعها لـ”البرقع”.
وأكد مصدر من وزارة الداخلية، في تصريح لـ”هافينغتون بوست عربي”، أن المصالح المختصة شرعت في حملة لمراقبة المحلات الكبرى، خاصة المحلات الموجودة بـ”درب السلطان”، وكذا “درب عمر” بالمدينة، التي تعد أكبر المحلات التي تباع فيها السلع وتوزع وطنياً.
وشدد المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن المصالح المختصة التابعة لوزارة الداخلية عملت على تنبيه الباعة في هذه المحلات، محذرة إياهم من بيعها أو خياطتها وترويجها.
وأوضح المصدر نفسه، أن هذا القرار “له ارتباط بتخوّفات أمنية، خاصة أن مستعملي البرقع لا يمكن تمييزهم ما إن كانوا رجالاً أو إناثاً”، على حد تعبيره.
وخلف هذا القرار الذي لم يصدر عنه أي بلاغ رسمي لحد الساعة من طرف وزارة الداخلية، جدلاً واسعاً بمواقع التواصل الاجتماعي.
بعض النشطاء على فيسبوك نوهوا به؛ إذ اعتبروا أن “البرقع دخيل على الثقافة المغربية”، وعمدوا إلى نشر صور للزي الذي كانت ترتديه المرأة المغربية قديماً، والمتمثل أساساً في جلابة ومنديل يُوضع على الوجه.
وأضاف البعض أنه “يُشكل تهديداً أمنياً خطيراً، حيث إن الوجه هو من وسائل التواصل والتعارف البشري، ورغم وجود الكاميرات في المؤسسات والإدارات، فإنها غير كافية”.
فيما رأى آخرون القرار منتهكاً للحرية الشخصية للمغاربة، كما اعتبره نشطاء إسلاميون تضييقاً على فئة واسعة من المغربيات اللاتي يفضلن ارتداء هذا النوع من اللباس.
وتساءل البعض عن مدى قدرة السلطات المغربية على تطبيق هذا القرار على الصعيد الوطني، حيث تلبس بعض النساء في مناطق من البلاد، كالصحراء مثلاً، لباساً شبيهاً محلياً يغطي الوجه والجسد كله مثل “البرقع”.
الشيخ محمد الفيزازي، أحد الشيوخ السلفيين المشهورين في المغرب، قال في اتصال مع “هافينغتون بوست عربي”، إن البرقع “ليس هو الحجاب”.
وأضاف أن البرقع هو “عبارة عن لباس يتم ارتداؤه في أفغانستان وباكستان، أو تتبناه جهة معينة مثل التنظيمات المتطرفة كداعش”.
وأوضح الفيزازي في تصريحه، أنه “إن صح أن وزارة الداخلية قررت منع هذا البرقع الذي يعكس رمز جهة معينة، فلا يعني أنها تمنع الحجاب الذي أمر به الله تعالى والرسول وفُرض على المرأة المسلمة”.
وشدد الشيخ السلفي على أن وزارة الداخلية “مطالَبة اليوم أيضاً بمنع اللباس المسيء إلى المرأة والذي يذلها ويهينها ويظهر كامل جسدها عارياً”.