بلومبرغ: “قبضة ترامب” تدخل التاريخ وتغيّر المشهد السياسي

الجريدة نت14 يوليو 2024
بلومبرغ: “قبضة ترامب” تدخل التاريخ وتغيّر المشهد السياسي
شادية سرحان

في مشهد أصبح حديث العالم، تعرض المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، لمحاولة اغتيال في تجمع انتخابي حاشد بولاية بنسلفانيا، السبت، وبعد دقائق قليلة فقط انتشرت صورته وهو ملطخ بالدماء، ويلوح للحشود بقبضته متحدياً الموت، ما جعل الكثيرين يعتبرونها صورة للتاريخ، لتوثيقها واحدة من أهم اللحظات التي ستشكل “عصراً جديداً”.
وتعليقاً على رفع ترامب قبضته، قالت وكالة “بلومبرغ” في تقرير لها، الأحد: إن “محاولة اغتيال ترامب، سوف تدخل التاريخ، وتغير المشهد السياسي بشكل مؤكد لصالحه، قبل الانتخابات المقررة في نونبر.
شعبية ترامب وفوضى الديمقراطيين
وأضاف التقرير، أن ترامب (78عاماً) نجا من الرصاصة، وأكد أنه بخير بعد الهجوم الذي قتل خلاله المهاجم على يد عملاء الخدمة السرية بأمريكا، إلا أن روايته حول تآمر الجميع ضده، ظهرت بعد محاولة الاغتيال وكأنها صحيحة، فيما أكد أنصار ترامب على أنهم لن يستسلموا، وسيواصلون العمل على جمع التبرعات لحملته الانتخابية.
وبحسب التقرير، يعيش الديمقراطيون في هذه الأثناء حالة من الفوضى مع تمسك الرئيس جو بايدن (81 عاماً) بمنصبه، حتى مع وجود شكوك حول عمره وقدراته العقلية تطارده منذ أسابيع، مع تزايد الدعوات التي تطالبه بالتنحي عن الترشح في السباق الرئاسي.
وأضاف التقرير، أن “المجتمع الأمريكي سيكون منقسماً بشدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد محاولة اغتيال ترامب، وذلك يعود إلى الخطابات السياسية التي ستكون مليئة بالمبالغات والأكاذيب، وسيتم تضخيمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفيما يتعلق بفرص فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية 2024، ذكر التقرير أن “محاولة الاغتيال الفاشلة، قد تزيد من شعبية ترامب، واحتمالية فوزه”.
وأشار التقرير إلى محاولة اغتيال الرئيس البرازيلي غايير بولسونارو، عام 2018 وهو شخصية سياسية يمكن وصفها تقريباً بأنها نسخة لاتينية من ترامب، مضيفاً “تعرض رئيس البرازيل اليميني لطعنة أثناء تجمع انتخابي قبل شهر من انتخابات بلاده، فعززت تلك اللحظة الحاسمة شعبيته، ودفعته إلى كرسي الرئاسة”.
الاندفاع إلى الملاذات الآمنة
ووفقاً لـ”بلومبرغ”، فإن المتداولين سوف يندفعون في البداية إلى أصول الملاذات الآمنة، قبل أن يقوموا بإعادة تقييم للتداولات الأكثر ارتباطاً بترشيح ترامب بعد تعرضه لإطلاق نار، حيث تشير التعليقات المبكرة لمراقبي السوق، إلى أن ما حصل سيعزز فرص ترامب في الفوز بالانتخابات الرئاسية، الأمر الذي سيحول التركيز إلى الأوراق المالية الأكثر تعرضاً لسياساته.
وكان المستثمرون قد توقعوا بالفعل أن تشهد السوق فترة متقلبة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نونبر المقبل، لأسباب ليس أقلها أن الديمقراطيين ما زالوا يتألمون بشأن ترشيح بايدن، بعد أدائه في المناظرة مع ترامب الشهر الماضي، إلا أن ما حصل في الساعات الماضية لم يكن بالحسبان.
العنف السياسي
وسارع زعماء وقادة العالم والسياسيين، بعد لحظات من محاولة الاغتيال، لإدانة الحادث والعنف السياسي، وتمنوا لترامب الشفاء العاجل، ومن بينهم الرئيس الفرنسي الذي اعتبر الهجوم على ترامب “مأساة للديمقراطية”، وبدوره وصف المستشار الألماني أولاف شولتس محاولة الاغتيال بالحقيرة، وتمنى الشفاء لترامب.
ويعتبر هذا أول تهديد حقيقي على حياة رئيس أمريكي سابق أو حالي، منذ إطلاق النار على الرئيس السابق رونالد ريغان في مارس 1981.
ووصفت مراسلة لـ”بلومبرغ” الثواني التي أعقبت محاولة اغتيال ترامب بأنها كانت مليئة بالارتباك والحيرة أكثر من الفوضى، حيث وجدت نفسها وسط بحر من أنصار ترامب في التجمع في بتلر، بنسلفانيا – إحدى الولايات الست المتأرجحة الحاسمة في الانتخابات، مضيفةً أن الناس كانوا في حالة من الذهول، بينما تجمد آخرون. وبحلول الوقت الذي أدرك فيه الناس ما حدث، كان ترامب قد تم إبعاده عن المسرح.
ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، في ميلووكي بولاية ويسكونسن، الإثنين، الإعلان رسمياً عن ترشيح ترامب كمرشح للحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة، وسط إجراءات أمنية مشددة وأكثر صرامةً.
وأكدت حملته الانتخابية أن ترامب سيحضر المؤتمر بعد تقارير أفادت أنه أجرى فحوصاً طبية احترازية.
ويذكر أن السنوات القليلة الماضية شهدت موجة من أعمال العنف ضد الزعماء السياسيين في جميع أنحاء العالم”، من أبرزها اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي في يوليوز 2022. على الرغم من أن اليابان لديها قوانين صارمة للسيطرة على الأسلحة، وفي مايو الماضي أصيب رئيس وزراء سلوفاكيا برصاصة في البطن من مسافة قريبة، حين كان يستقبل أنصاره في هاندلوفا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.