قال الرئيس القادم للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، آدم شيف، إن الديمقراطيين سيفتحون تحقيقاً بشأن تعامل الرئيس دونالد ترامب مع جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال شيف لصحيفة “واشنطن بوست”، أمس الجمعة، إن اللجنة ستحقق في تقييم الاستخبارات الأمريكية لمقتل خاشقجي، وأيضاً حرب اليمن، واستقرار الأسرة السعودية الحاكمة، وتعامل المملكة مع منتقديها ومع الصحافة، وقضايا أخرى.
وأوضح أن ذلك سيأتي في إطار “مراجعة دقيقة للعلاقات الأمريكية-السعودية”، التي يحاول ترامب من خلالها تغليب مصالحه باعتبار الرياض “حليفاً قوياً”.
وشيف، وهو أكبر ديمقراطي باللجنة، مرشح لرئاستها في يناير عندما يتولى حزبه السيطرة على مجلس النواب بعد مكاسبه في انتخابات الكونغرس التي جرت في وقت سابق من نوفمبر الجاري.
وأكد شيف: “بالتأكيد، سنتعمق أكثر في البحث بقضية قتل خاشقجي. نرغب بالتأكيد، في مراجعة ما تعرفه المخابرات عن تفاصيل قتله”.
ومنذ مقتل خاشقجي في 2 أكتوبر الماضي بقنصلية بلاده في إسطبنول، أطلقت السعودية روايات مختلفة بشأن تبرير الجريمة، التي أقرت بها بعد 18 يوماً من وقوعها.
وعلى أثر ذلك، شككت دول أجنبية ووسائل إعلام ومؤسسات حقوقية دولية، في الروايات السعودية كلها، وطالبت بتحقيق عادل، في حين خلص تقييم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA” إلى علاقة محمد بن سلمان بالجريمة.
ورفض ترامب التقييم الاستخباراتي الذي أكد أن قتل خاشقجي تم بأوامر مباشرة من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.
وكرر ترامب شكوكه بشأن ما توصلت إليه الاستخبارات، في تصريحات له الخميس الماضي، وقال للصحفيين: إن “(CIA) لم تتوصل إلى نتيجة. إنهم يشعرون ببعض الأمور”، في حين نفى ولي العهد السعودي ذلك “بشكل قاطع”، على حد قوله.
وشدد شيف على أن اللجنة ستراجع ما خلصت إليه الاستخبارات الأمريكية، وما إذا كانت العلاقات المالية الخاصة لترامب مع السعوديين أثرت في تعامله مع القضية بصفته رئيساً، قائلاً: “توجد مجموعة من مشكلات تضارُب المصالح المالية المحتملة، سيحتاج الكونغرس لفحصها بدقة”.
وأضاف: “إذا كانت الاستثمارات الخارجية بمشروعات ترامب توجه السياسة الأمريكية بطريقة تُعارض مصالح البلاد، فإننا بحاجة لمعرفة ذلك”.
وترامب، الذي لا يزال يمتلك استثمارات خاصة بعد وصوله للرئاسة، قال في 2015، إنه كسب مئات الملايين من الدولارات من مشتريات سعودية.
ودافع عن موقفه تجاه السعودية، التي يصفها بـ”الحليف الوثيق” لواشنطن في الشرق الأوسط، مشيراً إلى صفقات السلاح الأمريكية مع الرياض، والاستراتيجية الأمريكية ضد إيران.
وتجب الإشارة إلى أن أول زيارة لترامب، بصفته رئيساً للولايات المتحدة، كانت للسعودية ضمن جولة رئاسية، واستطاع من خلالها إبرام صفقات مع الرياض بنحو 460 مليار دولار أمريكي، في مايو 2017.