أكد الحزب الحاكم دعمه ترشح الرئيس الحالي، عبد العزيز بوتفليقة، لولاية رئاسية خامسة، وأبدى الجنرال المتقاعد علي الغديري استعداده لمواجهة بوتفليقة، في ظل إعلان حزب إسلامي ترشيح رئيسه عبد العزيز مقري مرشحاً لانتخابات أبريل المقبل.
وقال حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، في بيان نقلته صحيفة “الخبر” الجزائرية بوقت متأخر أمس السبت: إن “مناضلي الحزب في جميع مواقعهم عازمون- كما كانوا دائماً- على دعم ومرافقة برنامج الرئيس، والاستعداد الجيد للانتخابات الرئاسية، حتى تكون الجزائر على موعد مع الانتصار، استكمالاً للمشروع النهضوي لرئيس الجمهورية، المجاهد عبد العزيز بوتفليقة”.
وأضاف بيان الحزب الحاكم في البلاد: “الجزائر على مقربة من موعد الانتخابات الرئاسية، ولعل الملاحظة الأولى التي تستدعي التسجيل هي أن الرئيس بوتفليقة يمارس مهامه في قيادة البلاد بصورة طبيعية”.
وتابع: “الملاحظة الثانية هي أن حصيلة الرئيس طوال عهداته الرئاسية إيجابية بكل المقاييس، رغم الظروف الصعبة التي طرأت مؤخراً، بفعل الأزمة المالية العالمية”.
وجاء بيان الحزب بعد أيام من إعلان وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، أن 5 أحزاب سياسية و6 مترشحين مستقلين سحبوا استمارات الترشح، استعداداً للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل المقبل.
وأرجعت الجبهة الجزائرية دعمها ترشح بوتفليقة إلى تمكنه من “إخماد الفتنة، وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد، بعد عشرية كاملة من الدماء والخراب، ومبادرة تسديد الديون التي أثقلت كاهل الجزائر”.
خصم قوي
من جانبه أبدى علي غديري، الجنرال المتقاعد المرشح للرئاسة الجزائرية، اليوم الأحد، استعداده لـ”مواجهة” بوتفليقة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده غديري بالعاصمة، ويعدّ الأول له منذ إعلانه، قبل أسبوع، عزمه خوض سباق الانتخابات الرئاسية.
وبشأن موقفه من أن الانتخابات قد تكون محسومة لصالحه، قال غديري: “لم أتعلم في مساري أن أبني استراتيجية على استراتيجية الخصم”.
وأكّد غديري أنه “لا تخيفه أي جهة في النظام الحاكم”، وأن سنده الوحيد هو “المواطن في هذه المعركة السياسية”.
وغديري (64 سنة) الذي تقاعد من الجيش عام 2015، شغل منصب مدير الموارد البشرية في وزارة الدفاع 15 سنة، وحاصل على دكتوراه في العلوم السياسية، ويقدمه الإعلام المحلي على أنه أبرز فرسان هذا السباق.
ويقتصر غديري في برنامجه الانتخابي على ما يسميه “القطيعة مع ممارسات الماضي وإعلان جمهورية ثانية”، ويرى أن مشاكل الجزائر وأزماتها “ليست اقتصادية، وإنما سياسية بالأساس، وسببها الفساد السياسي”، كما قال في مؤتمره الصحفي.
وبيّن أنه “نظراً للتعفن الذي وصلت إليه الأمور، وشلل المؤسسات، والفساد، فالتغيير (تغيير الوجوه) أصبح بدون جدوى”.
منافس إسلامي
وعلى صعيد الأحزاب الإسلامية أعلن حزب “حركة مجتمع السلم” الإسلامي تقديم رئيسه، عبد الرزاق مقري، مرشحاً له في الانتخابات القادمة.
وتقدم حركة مجتمع السلم (حمس) نفسها على أنها حركة اسلامية “معتدلة”، وكانت قد دعمت بقوة بوتفليقة داخل الائتلاف الحكومي الذي كان شكله قبل النأي عنه منذ 2012.
وجاء قرار الحزب بموافقة “بأغلبية” ساحقة من أعضاء “مجلس الشورى” في الحزب الإسلامي، حسب أحد مسؤوليه عبد الله بوعاجي الذي أوضح أن “حركة مجتمع السلم” رشحت لهذه الانتخابات عبد الرزاق مقري.
وينهي الرئيس بوتفليقة، الذي يرأس الجزائر منذ عام 1999، ولايته الرابعة في أبريل. ويدعوه أنصاره منذ عدة أشهر إلى الترشح لولاية خامسة.
ولم يكشف بوتفليقة (81 عاماً)، بعدُ عما ينوي القيام به، وأمامه مهلة تنتهي منتصف ليل الثالث من مارس القادم للقيام بذلك، ولكن بيان الحزب الحاكم يحسم الأمر ويعطي مؤشراً على ترشحه.