تستضيف مدينة مراكش، بعد غد الأربعاء، الاجتماع الوزاري السنوي للتحالف الدولي المناهض لتنظيم “داعش” الإرهابي، وسط تزايد المخاوف من أنشطته في أفريقيا.
ويشارك في الاجتماع الوزاري السنوي، الذي ينعقد بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة وكاتب الدولة الأمريكي، أنتوني بلينكن، ممثلون عن 84 دولة في التحالف، الذي تأسس في العام 2014 بقيادة أميركية، ويروم العمل على القضاء على “داعش”.
وهي المرة الأولى التي تحتضن فيها القارة الأفريقية اجتماعا للتحالف، فيما سيتم التركيز على تعزيز التنسيق والتعاون الأمني في المناطق التي اندحر منها التنظيم الإرهابي. ويسعى المغرب من وراء الاجتماع إلى تركيز الاهتمام الدولي على مواجهة خطر إعادة “داعش” تمركز عناصره في منطقة الساحل والصحراء وعموم القارة الأفريقية.
كما يشكل الاجتماع “مرحلة أخرى في إطار مواصلة الانخراط والتنسيق الدولي لمكافحة داعش، مع تركيز على القارة الأفريقية وتطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى”، وفق بيان أصدرته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج اليوم الاثنين.
وينتظر أن يعرف الاجتماع استعراض وزراء التحالف المبادرات المتخذة في ما يتعلق بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات “داعش”، وذلك في مجال التواصل الاستراتيجي في مواجهة الدعاية إلى التطرف التي ينهجها هذا التنظيم الإرهابي وأتباعه.
وكان التحالف قد أعلن، قبل أشهر، عن إحداث مجموعة النقاش المركزة لمنطقة أفريقيا “أفريكا فوكيس”، في حين يرتقب أن تلي هذه المرحلة، خلال اجتماع مراكش، توجيهات إضافية وأجوبة ملموسة لمواجهة تصاعد مد التطرف في القارة السمراء.
وتشهد القارة الأفريقية خاصة في دول الساحل، خلال السنوات الأخيرة، تصاعدا في وتيرة العنف المتطرف إلى درجة أصبح فيها الوضع مقلقا لدول غرب أفريقيا، كما لأوروبا والولايات المتحدة.
وإلى جانب تعريض أمنها واستقرارها للخطر، يكبد الإرهاب القارة الأفريقية خسائر اقتصادية فادحة قدرت بنحو 171 مليار دولار خلال العقد الماضي، ما ينعكس سلبا على مؤشرات التنمية في القارة.
اجتماع التحالف الدولي ضد “داعش” بالمغرب
عبدالرحيم أبوسناء