كشف عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية (RAM)، عن ملامح خطة استراتيجية طموحة تهدف إلى تحويل الشركة إلى “فاعل عالمي رئيسي” بحلول نهاية العقد. وتتضمن هذه الخطة توسيعاً غير مسبوق لأسطول الشركة الجوي، إلى جانب تحديث البنية التحتية للمطارات وتأهيل الكوادر البشرية، لتلبية الطموحات الكبرى للمغرب واستضافة الأحداث العالمية.
عنان طموح: الخطوط الملكية المغربية تتأهب لتحقيق قفزة نوعية
تستعد الخطوط الملكية المغربية لتحقيق قفزة نوعية في مكانتها العالمية، مدعومة بتوجيهات ملكية سامية. أكد عدو أن الهدف هو جعل الشركة “رابطاً عالمياً” يربط القارة الإفريقية بباقي أنحاء العالم. هذه الرؤية تتجاوز مجرد تلبية الطلب المحلي، لتطمح إلى جعل الدار البيضاء محوراً رئيسياً للنقل الجوي الدولي، ينافس أكبر المحاور العالمية.
توسيع أسطول الخطوط الملكية المغربية: من 50 إلى 200 طائرة
الركيزة الأساسية لهذه الخطة هي توسيع أسطول الخطوط الملكية المغربية بشكل جذري، حيث يطمح عدو إلى الانتقال من 50 طائرة حالياً إلى 200 طائرة. وأوضح أن الشركة تسلمت بالفعل 12 طائرة هذا العام، وتعتزم تسلم ما بين 12 و15 طائرة سنوياً. هذا التوسع سيجعل حجم أسطول “لارام” يضاهي شركات طيران كبرى عالمية.
للتغلب على تحديات سلاسل التوريد العالمية وتأخير تسليم الطائرات، التي قد تصل إلى 5 سنوات، اعتمدت الشركة استراتيجية مرنة تجمع بين الكراء والاقتناء. تضمن هذه الاستراتيجية تغطية احتياجات الشركة حتى نهاية عام 2028، في انتظار نتائج طلب العروض الرئيسي الخاص بالاقتناء الدائم.
استراتيجية عالمية لربط القارات
هذا التوسع لا يهدف فقط إلى دعم تنمية السياحة في المغرب وتلبية احتياجات أحداث كبرى مثل كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، بل يتعداه ليكون مركزاً لنقل المسافرين عبر محور الدار البيضاء من مكان في العالم إلى آخر. ستصبح إفريقيا، وهي الحوض الطبيعي للشركة، مرتبطة بشكل أكبر بأوروبا والأمريكيتين والشرق الأوسط وآسيا، مما يعزز دور المغرب كجسر بين القارات.
تحديات الصناعة الجوية وحلول “لارام”
لم يغفل عدو التحديات الكبرى التي تواجه صناعة الطيران عالمياً، مثل أزمة سلاسل التوريد وارتفاع كلفة الوقود المستدام. وأشار إلى أن مشاكل تأخر التسليم أثرت على القطاع بأكمله، مما دفع الشركة لاعتماد حلول مبتكرة مثل عقود الكراء لتأمين احتياجاتها العاجلة. هذه المرونة في التخطيط تساعد “لارام” على تجاوز العقبات وضمان استمرارية التوسع.
للمزيد من المعلومات حول التحديات الاقتصادية العالمية، يمكنكم زيارة الجريدة.
الركائز الثلاث للنجاح: الطائرات والمطارات والكوادر البشرية
شدد الرئيس المدير العام على أن الطائرات وحدها لا تكفي لضمان النجاح. وأوضح أن هناك ثلاثة عناصر أساسية لتنمية شركة طيران: الطائرات، والمطارات، والكوادر البشرية. ففي الوقت الذي تعتبر فيه الطائرات “الجزء الأسهل” من المعادلة، تتطلب المطارات والكوادر البشرية استثمارات ضخمة وتخطيطاً دقيقاً.
فيما يخص المطارات، أطلقت الخطوط الملكية المغربية مشروع بناء محطة جديدة في الدار البيضاء، بهدف رفع قدرتها الاستيعابية من 14 مليون مسافر إلى ما يقرب من 40 مليون مسافر. من المقرر أن تكون هذه المحطة جاهزة بحلول منتصف عام 2029، قبيل كأس العالم مباشرة، وستكون مخصصة بالكامل لـ”لارام”، بلمسة حديثة وتجربة سلسة للمسافرين، مستفيدة من أفضل الممارسات العالمية.
تؤكد هذه الاستراتيجية الطموحة التزام الخطوط الملكية المغربية بتحقيق مكانة رائدة في سماء الطيران العالمي، مدعومة بخطط مدروسة لمواجهة التحديات واغتنام الفرص.
التعليقات (0)
اترك تعليقك