في ليلة ثقافية بهيجة، شهدت مدينة فاس المغربية حدثًا أدبيًا بارزًا، حيث احتفى معهد صروح للثقافة والإبداع بفاس بالأديب والإعلامي المرموق إدريس الواغيش. جرى هذا التكريم ضمن ندوة أدبية حافلة أقيمت مساء السبت 15 نونبر 2025، وشكلت لحظة اعتراف بمساهمات الواغيش الغنية في المشهد الثقافي والإعلامي المغربي. حضر الندوة كوكبة من الباحثين والنقاد والأكاديميين، إلى جانب المهتمين بالشأن الأدبي والإعلامي، مما أضفى على الأمسية زخمًا فكريًا مميزًا.
تفاصيل الندوة الأدبية والتكريم
احتضنت القاعة الشرفية للندوات بالمديرية الجهوية للثقافة بفاس-مكناس فعاليات هذه الأمسية الثقافية، التي جاءت تحت عنوان لافت: “الأنساق الأدبية عند إدريس الواغيش: القصة والشعر نموذجًا”. وقد شارك في تأطير هذه الندوة نخبة من الأساتذة والباحثين المتخصصين، منهم الأستاذ أحمد بالخير، والأستاذ محمد يُوب، والأستاذ محمد بوهلال، بالإضافة إلى الأستاذ إبراهيم ديب. تولى تسيير الجلسة ببراعة الأستاذ عبد الله الحفياني، الذي أدار الحوارات والمداخلات بكل اقتدار.
قراءات نقدية في التجربة الإبداعية لإدريس الواغيش
قدم المشاركون في الندوة قراءات نقدية عميقة ومتنوعة لتجربة إدريس الواغيش الإبداعية، مرتكزين على نماذج مختارة من إنتاجه القصصي والشعري. وصف الناقد إبراهيم ديب كتابة الواغيش بأنها وسيلة دفاعية راقية، قادرة على تحويل الرغبات الداخلية إلى فعل تعبيري مؤثر، مشيرًا إلى سمات التمرد والصدق والهدوء التي تتجلى بوضوح في نصوصه الشعرية الفريدة.
من جانبه، ركز الأستاذ محمد يُوب على البعد النسقي في أعمال الواغيش، مؤكدًا أن كتاباته تمثل صوتًا سرديًا عميقًا يستبطن التحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المجتمع المغربي. وتوقف يُوب بشكل خاص عند مجموعته القصصية “ظلال حارقة”، التي ترصد ببراعة مظاهر الاغتراب والانتقال المعقد من فضاء القرية الأصيل إلى رحاب المدينة الحديثة. هذا التحليل يسلط الضوء على الأهمية السوسيولوجية لأعمال الواغيش.
في سياق متصل، أشار الأستاذ محمد بلخيري إلى التحولات المستمرة التي تعرفها الكتابة السردية المغربية والعربية عمومًا، مبرزًا كيفية تفاعل الرواية الحديثة مع المعطى التاريخي والرقمي المتجدد، وتنامي الرواية التفاعلية كنموذج خصب يزاوج بين مختلف الأجناس الأدبية، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع السردي. لمزيد من المقالات حول الأدب المغربي المعاصر، زوروا الجريدة.نت.
مسار إعلامي وإبداعي متكامل
لم تقتصر الندوة على الجانب الأدبي فقط، بل استحضر الإعلامي محمد بوهلال محطات مهمة من مسار إدريس الواغيش الصحافي، متوقفًا عند بداياته المبكرة في جريدة “الاتحاد الاشتراكي” ومن ثم في جريدة “صدى فاس” الجهوية. أكد بوهلال على تميّز الواغيش في العمل الإعلامي وإسهامه الفاعل في إثراء المشهد الثقافي المحلي والوطني. هذا التنوع في إنتاج إدريس الواغيش، والذي يمتد ليشمل الشعر والقصة والمقالة والتحقيق الصحافي، يبرز تجربته الممتدة ومكانته الريادية.
كما سلّطت الندوة الضوء على إسهامات الواغيش المتواصلة في تغطية الأنشطة الثقافية والإبداعية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، مما يؤكد على دوره المحوري كجسر يربط بين الفكر والإبداع والجمهور. إن تكريم شخصية بمثل هذا الثراء يؤكد على أهمية الاحتفاء بالرموز الفكرية.
اختتمت الأمسية بكلمات شكر وامتنان للمشاركين والحاضرين، وتعبير عن التقدير العميق لمعهد صروح للثقافة والإبداع على هذه المبادرة الثقافية القيمة، التي تعزز من ثقافة الاعتراف والاحتفاء بالمساهمات الفكرية والإبداعية التي تثري المشهد الثقافي المغربي. تصفحوا آخر الأخبار الثقافية والفنية على الجريدة.نت.
التعليقات (0)
اترك تعليقك