أيوب كريطع يتألق: الممثل المغربي ضمن “اكتشافات السيزار” 2025
في خطوة تعكس تنامي الاعتراف بالمواهب السينمائية الشابة، اختارت أكاديمية “السيزار” الفرنسية الممثل المغربي المتألق أيوب كريطع ضمن لائحة “الاكتشافات” لسنة 2025. هذه القائمة المرموقة تضم 32 اسماً من الوجوه الصاعدة الواعدة في عالم السينما الفرنسية، ويأتي هذا الاختيار تكريماً لأدائه اللافت والمثير للإعجاب في فيلم “البحر البعيد” للمخرج سعيد حميش.
“البحر البعيد”: إنجاز سينمائي يفتح الأبواب
جاء ترشيح أيوب كريطع بقرار من لجنة متخصصة ضمت 14 مديراً للكاستينغ في فرنسا، مما يؤكد اهتمام الأوساط السينمائية الأوروبية بموهبته الفريدة. وقد حظي فيلم “البحر البعيد” منذ عرضه باهتمام نقدي وجماهيري واسع، حيث شارك في المسابقة الرسمية للدورة الحادية والعشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ليواصل حضوره القوي بتتويجه بالجائزة الكبرى وجائزة الإخراج وجائزتي أحسن ثاني دور رجالي وأحسن ثاني دور نسائي في الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. هذا التقدير الكبير للفيلم ساهم بشكل مباشر في إبراز أداء كريطع في أولى تجاربه السينمائية.
كريطع وشخصية “نور”: عمق إنساني على الشاشة الكبيرة
يمثل فيلم “البحر البعيد” محطة مفصلية في مسيرة أيوب كريطع الفنية، حيث يقدم أول ظهور له على الشاشة الكبيرة. يتناول الفيلم قضية الهجرة غير النظامية وما يحيط بها من تجارب إنسانية معقدة، ويجسد كريطع ببراعة شخصية “نور”، المهاجر المغربي الذي يحاول مواجهة واقع قاسٍ في مرسيليا خلال تسعينيات القرن الماضي. وقد أعرب الممثل المغربي في وقت سابق عن انجذابه لعمق شخصية “نور” الإنساني، مؤكداً أن القصة تحمل أبعاداً فنية وإنسانية جعلته فخوراً بالمشاركة فيها. كما أوضح أن السينما بطبيعتها تتجاوز ما يقدمه التلفزيون، وتسهم في فتح نقاشات أعمق حول قضايا مجتمعية حساسة.
سهرة “اكتشافات السيزار” وجوائز المستقبل
من المقرر أن يشارك أيوب كريطع في سهرة “اكتشافات السيزار” المرتقبة في شهر يناير المقبل، حيث سيحضر برفقة “عراب” من اختياره. وستشهد السهرة عرض فيلم قصير يضم الوجوه الـ32 المرشحة، من إخراج الفرنسي برتراند بونيلو. وتترقب الأوساط الفنية الإعلان في 28 يناير عن خمسة مرشحين لجائزة أفضل ممثل صاعد وخمس مرشحات لجائزة أفضل ممثلة صاعدة، قبل الكشف عن الفائزين خلال حفل جوائز “السيزار” العالمية الكبير الذي سيقام في فبراير، في حدث يشكل نقطة تحول في مسيرة النجوم الصاعدين.
البصمة الفنية لـ”البحر البعيد”
تميز فيلم “البحر البعيد” بمقاربة فنية فريدة، إذ اعتمد على حضور قوي لموسيقى الراي كعنصر درامي موازٍ يدعم بناء السرد. استثمر المخرج سعيد حميش صوت الشاب حسني كعلامة زمنية وشعورية تحيل على جيل التسعينيات، خصوصاً في المشهد المؤثر المرتبط بخبر اغتيال الفنان، الذي اعتبره النقاد لحظة تجمع بين الحس الفني والدلالة الاجتماعية العميقة. هذه العناصر، بالإضافة إلى القصة الإنسانية المؤثرة عن الهجرة والبحث عن الذات والانتماء، أسهمت في بروز أيوب كريطع كأحد أبرز الوجوه الجديدة التي شدت انتباه السينما الفرنسية وأثبتت قدرتها على تقديم أداء استثنائي.
التعليقات (0)
اترك تعليقك