صوت الحزب العمالي الاشتراكي، الذي يقوده رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، على مقترح مقدم من المعارضة اليمينية لرفع تعداد الجنود في كل من سبتة ومليلية، عن طريق إعادة لواءين تم حلهما من لدن رئيس الوزراء الأسبق خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو قبل 15 عاما، مبرزا أن إسبانيا “لا تحتاج لحماية نفسها من أي دولة”.
وطرح حزب “فوكس” اليميني المتطرف، مقترحا غير مُلزم للحكومة، بإعادة تفعيل اثنين من ألوية الجيش في كل من سبتة ومليلية في إطار رفع تعداد عناصر القوات الإسبانية بـ10 آلاف عنصر، وهو المقترح الذي عبر الحزب الشعبي، أكبر تكتل سياسي في البرلمان الإسباني، عن مساندته له، لكن الحزب الاشتراكي العمالي حشد الأصوات ضد هذه الخطوة.
وخلال اجتماع لجنة الدفاع بمجلس النواب، يوم أمس الثلاثاء، دافعت المعارضة اليمينية على إعادة نشر الوحدة الثانية من لواء “غران كابيتان” بمدينة مليلية، والوحدة الخامسة من لواء “الدوق دي ألبا” في سبتة، وذلك بعدما كان رئيس الوزراء الاشتراكي الأسبق، ثباتيرو، قد أعلن عن حلهما سنة 2009.
واستند النواب اليمينيون إلى تصريحات رئيس الحكومة المحلية لمليلية، خوان خوسي إمبرودا، في يناير الماضي، الذي طالب بإعادة اللواءين إلى “الحدود مع المغرب”، موردا أن الأمر لا يتعلق بـ”الاستعداد للحرب”، وإنما بتعزيز الوجود العسكري الإسباني في المدينتين ذاتيتي الحكم.
غير أن النواب الاشتراكيين عبروا عن رفضهم لهذه الخطوة، مشددين على أن “إسبانيا ليست في حاجة إلى الدفاع عن نفسها أمام أي دولة”، وحتى أمام الحديث عن مطالب الرباط بالسيادة على مدينتي سبتة ومليلية المتنازع بشأنهما، فإنهم أكدوا على أن “لا أحد يهدد السلامة الإقليمية الإسبانية”.
وأورد النائب عن حزب سانشيز، أندري ديوف أن “احتياجات الدفاع الوطني تتناسب بشكل جيد مع الوضع الجيوسياسي والاستراتيجي لإسبانيا”، وبالنسبة للعلاقات الثنائية مع المغرب، أكد أنها “تعد أولوية لضمان الاستقرار والحفاظ على مصالحنا الوطنية”.
ورغم رفض نواب الحزب الاشتراكي العمالي إلا أنه تمت المصادقة على هذا المقترح في لجنة الدفاع، بفضل تصويت الحزب الاشتراكي العمالي وحزب “فوكس” والحزب المحلي “اتحاد شعب نافارا”، مقابل معارضةٍ أيضا من طرف تحالف “سومار” وأحزاب أخرى تمثل إقليمي الباسك وكاتالونيا، في ظل غياب مجموعة من النواب الكاتالونيين عن التصويت.