تتفاقم أزمة الروهينجا، الأقلية المسلمة في ميانمار، منذ شن جيش إنقاذ آركان روهينجا (آر سي إس إي) ثلاثين هجوماً على مراكز شرطة في إقليم راخين. وإثر الهجمات، هرب قرابة ثلاثمائة ألف من الروهينجا إلى بنغلادش المجاورة خشية تعرضهم لعنف يطاول المسلمين هناك.
ويشير يون سان، زميل مساعد لدى برنامج شرق آسيا في مركز “ستيمسون”، وزميل غير مقيم لدى مؤسسة “بروكينغز”، لإعلان حكومة ميانمار جيش آر سي إس إي منظمة إرهابية، في الوقت الذي تتهم فيه زعيمة البلاد آنغ سان سو كي” إرهابيين” بنشر معلومات مضللة بشأن الطبيعة الحقيقية لأزمة الروهينغا.
تبعات الأزمة
وكتب سان في صحيفة “ناشونال إنترست” أن معظم المتابعين وصناع القرار ركزوا، على ما يبدو، على الخلافات المحلية حيال أزمة الروهينجا، في حين يفترض إيلاء تبعات الأزمة على الأمن الإقليمي مزيداً من الاهتمام.
ويلفت الكاتب لكون بنغلاديش الأكثر تأثراً بلاجئي الروهينجا. وعلى رغم وصفهم في ميانمار بكونهم” بنغال”،ا لم يستقبلوا بحفاوة من قبل حكومة بنغلادش. وفي الماضي، حرم غالبية لاجئي الروهينجا من تلقي مساعدات إنسانية، ومن الحصول على صفة لاجئين. ولكن في هذه المرة، قررت حكومة بنغلادش توفير أماكن إيواء مؤقتة للاجئين، ولكنها ما زالت تصر على أن الحل الطويل الأمد يتطلب إعادة توطينهم في ميانمار. وتفيد تقارير أن المحادثات بين الحكومتين بشأن أزمة الروهينغا كانت شائكة وغير مثمرة، حيث تبادلت الدولتان الاتهامات بعدم الصدقية وعدم الاستعداد لتحمل المسؤولية. وستبقى قضية الروهينجا سبباً في توتر العلاقات بين حكومتي بنغلادش ومينامار.
طلب الدعم
ويلفت سان لحرص بنغلادش على نيل دعم الهند حيال هذه القضية، ولكن توجد بينهما أيضاً خلافات رئيسية. فقد أعربت بنغلادش عن استيائها من دعم رئيس الوزراء الهندي مودي العلني لميانمار حيال قضية الروهينجا، قائلاً في بداية سبتمبر( أيلول)، إن “الهند ومينامار “شريكان” في الأزمة، ودان هجمات إرهابيين في شمال إقليم راخين. وفيما تركز الهند على العنف والوضع الأمني في ميانمار، يبدو ظاهرياً اهتمام بنغلادش بتدفق لاجئين، والتوتر الذي فرضه هؤلاء على أمن بنغلادش ومصالحها. وباصطفافه مع سان سو كي، بات ينظر لمودي كونه متجاهلاً للتحديات الإنسانية والأمنية المتصاعدة التي تواجهها بنغلادش.
دعم باكستاني؟
وبرأي الكاتب، تطرح جميع الدول المعنية بالقضية سؤالاً في شأن ما إذا قدمت باكستان – آو على الأقل، بعض الكيانات أو الأفراد في باكستان، دعماً لعمليات إي آر إس أي. وتقول مصادر أمنية هندية وبنغالية إنها اعترضت مكالمات بين إي آر إس أي وباكستانيين، وهي تعتقد أن إسلام أباد ساعدت في تنفيذ إي آر إس أي هجماته.
وكما يشير سان، يصح القول إن تطرف الروهينجا لا يمثل خطراً كبيراً، لكنه أيضاً مدعوم من قبل قوى خارجية. ومن منظور مكافحة الإرهاب، يمثل انتشار تطرف ديني في إقليم راخين خطراً أكبر. وهو يتطلب الاهتمام، ورداً مناسباً من قبل جميع الدول المعنية.
توتر العلاقات
وبسبب قضية الروهينجا، توترت علاقات مينامار بعدد من الدول الإسلامية المتهمة بدعم الروهينجا. كما اتهم بعض تلك الدول حكومة ميانمار باضطهاد السكان المسلمين لديها. فقد أشار السفير السعودي لدى أنقرة إلى أن المملكة تقف إلى جانب مسلمي الروهينجا منذ 70 عاماً. ولكن عدداً من البورميين يرفض تلك المساعدات. وقد وصل الأمر لدرجة أن زعيمة بورما السياسية، سو كي، أشارت إلى صور نشرتها صحف صادرة في دول إسلامية لموتى من الروهينجا بوصفها “صوراً إخبارية مزيفة”.
جذور محلية
ويشير سان إلى أن لأزمة الروهينجا جذوراً محلية عميقة، ترجع في قسم منها لخشية الغالبية البوذية في ميانمار من المسلمين، ولكون الجيش هناك لا يخضع لسيطرة مدنية. وفيما يفترض بالمعنيين التركيز على السبب الرئيسي للأزمة، والعمل على معالجة تبعاتها الإنسانية، يجب أن يدركوا أيضاً أن أزمة الروهينغا تركت أثراً كبيراً على العلاقات العلاقات الخارجية لميانمار، وعلى السياسات الإقليمية والحملة الدولية ضد الإرهاب.
تقارير وتحقيقات
الاستطلاعات
جاري التحميل ...