شهدت مدينة العيون، يوم الجمعة 8 نونبر 2025، حدثاً أكاديمياً بارزاً، حيث ترأس عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مراسم التوقيع على عقود تطوير الجامعات العمومية برسم الفترة 2025 – 2027. هذا المشروع الطموح، الذي حضره اثنا عشر رئيساً لمختلف الجامعات المغربية، يهدف إلى تعزيز منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وتطوير البنية التحتية الجامعية على صعيد المملكة.
إطلاق “جامعة المهندسين الذكية” بالعيون: نقلة نوعية في العرض الأكاديمي
كان الحدث الأبرز خلال هذا اللقاء هو المصادقة الرسمية على إحداث جامعة المهندسين الذكية بالعيون. هذا الصرح الأكاديمي الجديد يمثل إضافة نوعية للعرض الجامعي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، ويسعى لتعزيز التكوينات المتقدمة في مجالات الهندسة والابتكار الرقمي. تهدف الجامعة إلى مواكبة متطلبات سوق الشغل المتغيرة، ودعم الجهود الرامية لجعل الأقاليم الجنوبية قطباً معرفياً وتكنولوجياً رائداً.
الأقاليم الجنوبية: محور استراتيجي للتنمية الجامعية
أكد الوزير عز الدين ميداوي أن اختيار الأقاليم الجنوبية لاستضافة هذا الحدث الكبير يحمل دلالات رمزية قوية للانفتاح الاستراتيجي على جميع جهات المملكة. وأشار ميداوي إلى أن هذا التزامن مع الاحتفالات بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة والقرار التاريخي لمجلس الأمن الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، يرسخ مكانة الأقاليم الجنوبية كشريك أساسي في المشاريع التنموية الوطنية الكبرى.
توجيهات ملكية وإصلاحات حكومية لدعم التعليم العالي
وفي تصريح خاص، أوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن عقود تطوير الجامعات تندرج في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي. كما تهدف هذه العقود إلى تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتنزيل أحكام القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي. وأضاف ميداوي أن المبادرة تتماشى مع توصيات النموذج التنموي الجديد، والبرنامج الحكومي للفترة 2021-2026، وبرنامج عمل الوزارة، إضافة إلى مقتضيات القانون التنظيمي لقانون المالية.
أهداف التعاقد الجديد: جودة التكوين وتعزيز قابلية التشغيل
أبرز ميداوي أن التعاقد الجديد يرسخ التزامات متبادلة وواضحة بين الوزارة والجامعات، ويعزز تنفيذ المشاريع ذات الأولوية. وتشمل هذه المشاريع تحسين جودة التكوين، وتطوير البحث العلمي والابتكار، ورفع قابلية تشغيل الخريجات والخريجين، فضلاً عن تعزيز انفتاح الجامعات على محيطها الاقتصادي والاجتماعي. وشدد الوزير على أن هذه الخطوة تمثل رافعة أساسية لتطوير التعليم الجامعي بما يتماشى مع تطلعات الشباب المغربي ورهانات سوق الشغل المعاصر.
شراكة استراتيجية لمستقبل التعليم العالي
اختتم وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار حديثه بالإشارة إلى أن هذه العقود تشكل بداية مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين الوزارة والجامعات. وتأتي هذه الخطوة كتعبير ملموس عن التزام الحكومة بتحسين جودة التعليم العالي وتعزيز البحث العلمي، في سبيل مواكبة دينامية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة على الصعيدين الوطني والإقليمي.
من جانبه، أكد نبيل حمينة، رئيس جامعة ابن زهر، أهمية هذا الاجتماع في متابعة تنفيذ عقود تطوير الجامعات العمومية، وشدد على أنه يمثل جزءاً من الجهود الوطنية لتعزيز جودة التكوين والبحث العلمي.
التعليقات (0)
اترك تعليقك