افتتاح الدورة الرابعة عشرة: تكريمات واحتفاء بالذاكرة
احتضنت مدينة الناظور ليل السبت، 16 نونبر 2025، افتتاح الدورة الرابعة عشرة لمهرجان السينما والذاكرة المشتركة، في تجدد للقاء السينما وحقوق الإنسان وفلسفة العدالة الانتقالية. شهدت هذه الدورة تكريم كوكبة من الشخصيات المرموقة التي تركت بصمات واضحة في مجالاتها، أبرزهم المستشار الملكي عمر عزيمان، الشاعرة الأميرة الكويتية سعاد الصباح، المخرج المغربي محمد عبد الرحمن التازي، الممثل المغربي الفرنسي سعيد التغماوي، والوزيرة الفرنسية المغربية السابقة نجاة فالو بلقاسم.
رؤية المهرجان: دعوة للسلام والعدالة الانتقالية
أكد عبد السلام بوطيب، المدير المؤسس للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، أن مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلام يسعى منذ تأسيسه لتوفير فضاء حر للديمقراطية والسلام والعدالة الانتقالية وقيم المشترك الإنساني، في عالم تعصف به الحروب وأوهام الإيديولوجيا. وأضاف بوطيب أن هذه الدورة تأتي على إيقاع انتصارات كبرى للوطن بقيادة الملك محمد السادس، خاصة في ترسيخ السيادة الوطنية، مما يعزز موقع المملكة بين الأمم الكبرى. لمزيد من الأخبار الثقافية والإنسانية، يمكنكم زيارة الجريدة.
قامات مكرمة: إسهامات في الفكر والإنسانية
تناول بوطيب أن “ذاكرة السلام” ليست مجرد شعار، بل هي مسار أخلاقي وإنساني يتطلب المساءلة واستخلاص العبر. وقد جاء تكريم الأميرة سعاد الصباح لإسهامها الباذخ في الدفاع عن قيم السلام والهوية والحوار والتعايش، ومزجها بين الإبداع الشعري والالتزام الإنساني. أما تكريم المستشار عمر عزيمان فكان لمساره الأكاديمي والحقوقي الرفيع، وعطاءه المتميز في بناء العدالة الانتقالية عبر “هيئة الإنصاف والمصالحة” وترسيخ مسار إصلاحي متدرج قائم على المصالحة.
كلمة المستشار الملكي عمر عزيمان: تجربة المغرب الرائدة
عقب تكريمه، أعرب المستشار الملكي عمر عزيمان عن أن هذا التشريف يؤكد له أن العمل الملتزم بروح الوفاء للمبادئ الإنسانية النبيلة يعود بالنفع العميم على الدولة والمجتمع. وذكر أن مركز الذاكرة المشتركة يقوم بدور مشهود، مما جعله يحتل مكانة مرموقة في مجاله. وأبرز عزيمان أن التجربة الانتقالية للمغرب، تحت عنوان الإنصاف والمصالحة، هي رائدة وغير مسبوقة على الصعيدين المغاربي والعربي، ومثلت أقوى تعبير عن الإرادة السياسية العازمة على طي صفحة الماضي الأليم، مؤكداً أن ذلك ما كان ليتحقق لولا الإرادة الملكية الحكيمة والشجاعة المتجاوبة مع الإرادة المجتمعية. واختتم كلمته بأن هذه الجائزة هي للجميع، لكل العاملين من شخصيات ومنظمات وهيئات مهتمة بحقوق الإنسان والديمقراطية ببلادنا، متقاسماً إياها معهم جميعاً.
رسالة الشاعرة سعاد الصباح: صوت للضمير الإنساني
في كلمتها التي ألقيت بالنيابة، عبرت الشاعرة سعاد الصباح عن حلمها بعالم لا يجوع فيه طفل، ولا تهان فيه امرأة، ولا يسجن فيه شاعر. لكنها استطردت قائلة إنها رأت أطفالاً يقتلون أمام أعين العالم، وبيوتاً تباد ومدارس تمحى، وشاعرة تقتل بذنب قصيدة، وجائعاً يقتل بذنب كسرة خبز. وأشارت إلى أنها رأت العالم يكرّم يداً ملوثة بالدم، ويصفق لقاتل يلبس بذلة السلام وهو يخبئ خلفها مقصلة وملفاً من الكراهية. ومع ندائها للتضامن مع فلسطين ودعم الفلسطينيين، جسدت الصباح صوت الضمير الإنساني الرافض للظلم. لمتابعة المزيد من التقارير حول حقوق الإنسان والقضايا الإنسانية، يمكنكم زيارة الجريدة.
المهرجان: منبر للقيم الإنسانية المشتركة
يستمر مهرجان السينما والذاكرة المشتركة في كونه منبراً مهماً للحوار والنقاش حول قضايا الذاكرة، العدالة، وحقوق الإنسان. ويؤكد على أهمية الفن السابع في توثيق التاريخ واستلهام العبر من أجل بناء مستقبل أفضل، يسوده السلام والتعايش.
التعليقات (0)
اترك تعليقك